عاصفة الحزم.. علامة فارقة ولحظة خالدة

حلت على شعب الجنوب الذكرى التاسعة لعاصفة الحزم التي انطلقت في الـ 26 من شهر مارس 2015م، بعملياتها الواسعة جوًا وبرًا وبحرا ضد المليشيات الحوثية، والمخطط الإيراني المُهدِد لأمن واستقرار عموم المنطقة العربية، مسطرةٍ بذلك أروع عناوين التلاحم العربي بصور بطولية ستبقى خالدة في ذاكرة أبناء الجنوب حيث يحتفى الجنوبيون كل عام تعبيرًا ووفاءٍ وتقديرًا لهذه الذكرى.

 

علامة فارقة ولحظة خالدة

أكد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن ذكرى انطلاقة عاصفة الحزم علامة فارقة في التاريخ العربي المشترك، جاء ذلك في منشور على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة الذكرى التاسعة لانطلاق العاصفة، والذي قال فيه "ستظل ذكرى انطلاقة عاصفة الحزم علامة فارقة في تاريخنا العربي المشترك، ولحظة تاريخية خالدة هبّ فيها الأشقاء لنصرة شعبنا في معركته المصيرية في مواجهة الاطماع الإيرانية، مجسدين بذلك أبهى صور التضامن والأخوّة والمصير الواحد".

وتابع قائلا "نحن نعيش الذكرى التاسعة لتلك الليلة المباركة، نتوجه بالتحيّة للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، مثمنين مواقفهم العروبية الأصيلة الى جانب شعبنا، فقد بذلوا الكثير، وما زالوا يواصلون دعمهم الأخوي اللامحدود لإغاثة شعبنا وحماية حاضره ومستقبله".

واستذكر الرئيس الزُبيدي، في منشورة الأبطال الميامين الذين قدموا أرواحهم رخيصة لنصرة الشعب وحماية أرضه، والذين كان في طليعتهم مغاوير القوات المسلحة السعودية، والإماراتية، والبحرينية، والسودانية، وشهداء القوات المُسلحة الجنوبية الباسلة الذين لازالوا يروون تراب الوطن الغالي بغزير دمائهم الطاهرة، مدافعين عن حدوده، وحفظ أمنه واستقراره.

 

تجديد الشكر والامتنان

جددت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال اجتماعها الدوري الذي عُقد يوم الثلاثاء الماضي، برئاسة الأستاذ فضل الجعدي، عضو هيئة الرئاسة، الأمين العام للأمانة العامة، شكرها وامتنانها نيابة عن الشعب في الجنوب، للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية الذين هبّوا لنصرة الشعب في معركته المصيرية مع المليشيات الحوثية.

وثمّنت الهيئة التضحيات الجسيمة التي قدمها الشهداء الأبرار من منتسبي قوات التحالف العربي، والمقاومة الجنوبية البطلة، مشيرة إلى أنها جسدت أسمى معاني الأخوة الصادقة في الدفاع عن المشروع العربي، ووأد خطر المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة.

وبالتزامن مع الذكرى التاسعة لعاصفة الحزم، أقرت السلطة المحلية في العاصمة عدن ممثلةٍ بالأستاذ أحمد حامد لملس، محافظ العاصمة، إطلاق اسم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على مستشفى عدن، وذلك تقديرًا وعرفانا لما قدمته المملكة العربية السعودية من دعم سخي في مختلف الجوانب.

 

#عاصفة_الحزم_بالجنوب_انتصرت

أطلق نشطاء جنوبيون يوم الثلاثاء الماضي، هاشتاج يعبر عن تقدير وامتنان شعب الجنوب لمن قدم لهم يد العون والاسناد في حربهم ضد المليشيات الحوثية، حيث أتى إطلاق الهاشتاج الذي حمل وسم "#عاصفة_الحزم_انتصرت_بالجنوب" بالتزامن مع الذكرى التاسعة لانطلاق عاصفة الحزم، التي أطلقتها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ولقي الهاشتاج الذي تم إطلاقه عن الذكرى التاسعة، تفاعلًا كبيرًا من قبل أبناء الجنوب من مختلف الشخصيات السياسية والمجتمعية والإعلامية في الداخل والخارج، وفي السياق قال الأستاذ مختار اليافعي نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، أنه في ذكرى انطلاق عاصفة الحزم، نستحضر تضحيات أبطال المقاومة الجنوبية الذين شاركوا بشجاعة وإخلاص في تحرير أرضنا من براثن الإرهاب والتطرف الحوثي، مقدرًا لتضحياتهم، ومفتخرًا ببطولاتهم في الدفاع عن الجنوب وقضيته.

وفي السياق أكد الأستاذ خالد شوبة عضو مجلس المستشارين بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أن الذكرى التاسعة لانطلاق عاصفة الحزم تحمل الكثير من العناوين لأحداث بطولية صنعت انتصارات عظيمة في محافظات الجنوب، التي امتزج فيها الدم العربي مُشكلً أنموذج مُلهم للأجيال في التلاحم وثبات الصف أمام الأعداء.

من جانبه أشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر اليافعي، إلى أن أبناء محافظات الشمال سيدركون ولو بشكل متأخر أن حزب الإصلاح، وتنفيذًا لأجندة الاخوان المسلمين، كان السبب الرئيس في عدم استفادة الشمال من عاصفة الحزم بسبب عرقلته تحرير هذه المحافظات، وقدم شكره وتقديره لدولة الإمارات، وللمملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي، مترحمًا على شهداء القوات الجنوبية وشهداء التحالف.

وعلى صعيد متصل قال الكاتب الصحافي، هاني مسهور، أنها هبت رياح عاصفة الحزم منذ تسع سنوات لتحقق انتصارًا عظيمًا للعقيدة الوطنية في الجنوب، وأن الجنوب برز شامخًا كقلعة حصينه للدولة الوطنية العربية، رافعًا راية الانتماء القومي في خضم عواصف التطرف، مضيفًا بأن تلك السنوات بمثابة رحلةٍ كاشفةٍ عن حقيقة التحديات، وأنها وضعت خارطة طريقٍ واضحةٍ لتحقيق الاستقرار في جنوب الجزيرة العربية.

وحظيت الذكرى التاسعة لانطلاق عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بتأثير واسع في أوساط المجتمع الجنوبي، وتفاعل كبير من قبل أبناء الجنوب ومختلف الشخصيات السياسية والعسكرية والمدنية، التي تعكس القيمة الكبيرة والمكانة العظيمة لهذا الحدث الخالد في ذاكرتهم.