استطلاع لآراء عدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والحقوقية حول الانتصارات الجنوبية في شبوة

إعداد / إعلام انتقالي شبوة

  بعد أكثر من عامين من الحكم الإخواني لمحافظة شبوة، ذاقَ خلاله أبناء المحافظة المر والعلقم، تنفست شبوة الصعداء بإقالة المحافظ الإخواني محمد بن عديو، وتعيين الشيخ عوض محمد بن الوزير محافظا، أضف إلى ذلك النصر العظيم للقوات المسلحة الجنوبية المتمثلة بقوات العمالقة الجنوبية تحت عملية "إعصار الجنوب" ومقاومة أبناء شبوة الأحرار بتحرير مديريات عسيلان وبيحان وعين من قبضة الحوثيين، وتواطئ جماعة الإخوان وعودة قيادات المجلس الانتقالي لممارسة عملها بشكل علني في عاصمة المحافظة والمديريات.

وعلى مختلف أطيافهم، قام أبناء شبوة بالتعبير عن التغيير الذي جرى في المحافظة، وخواطرهم تراقب المستقبل المأمول لهم خلال الفترة القادمة بعد الأحداث التي مروا بها.

 

شبوة لم تصمت:

   يؤكد الشيخ القبلي البارز لحمر علي لسود أن شبوة لم تصمت أبدا في فترة حكم الإخوان وميليشاتهم، قائلا: "كانت شبوة في وضع المقاومة في مواجهة المليشيات اليمنية المتحالفة بشقيها الإخواني والحوثي، وكان أبناء شبوة قد قدموا شهداء وجرحى وأسرى، ولكن رغم كل القبضة الحديدية التي كانت على شبوة خلال 28 شهرا، إلا أن أبناء شبوة صمدوا صمودا أسطوريا ٬ حتى أتى الفرج من كل حدب وصوب في عملية عسكرية نوعية تقودها ألوية العمالقة الجنوبية ومقاومة أبناء شبوة الأحرار بدعم من التحالف العربي ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحررت شبوة بعد أن أدرك التحالف العربي حقيقة  التخادم الإخواني الحوثي على  مدى السنوات السبع من عمر العاصفة".

  ويضيف الشيخ لحمر بالقول "إن شبوة بدأت تنفض غبار الاحتلال، وتدشن مرحلة جديدة لإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية والمدنية والعسكرية والأمنية".

  وعن دور المجلس الانتقالي في المحافظة للفترة القادمة يقول لحمر:"إن المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة يعمل على استراتيجية خلال المرحلة الراهنة على مستوى العاصمة والمديريات، ولا شك أن فترة اغتصاب شبوة من قبل إخوان الشرعية كانت صعبة على الجميع، لكن المجلس الانتقالي بكل تأكيد سيكون له موقفا أمام كل  التحديات التي يحاول بعضهم جعل شبوة من خلالها مقر وحقل تجارب للعمالة والارتزاق وتأهيل لمن أراد أن يكون عميلا مع المليشيات اليمنية".

 

 

حكم ميليشيات:

   يقول الناشط الحقوقي محمد باقطيان أبو صقر:"بإنه عند الحديث عن الوضع في شبوة أثناء سيطرة حزب الإصلاح الإخواني، فأننا نتحدث عن حكم مليشيات كانت تحكم شبوة خارجة عن النظام والقانون، ولا تمتثل لتوجيهات حكومة الشرعية".

  ويشرح باقطيان ذلك بالقول "شبوة بالأمس فقد المواطن فيها كثير من مقومات الحياة وأبرزها فقدان الأمن والأمان، كانت تلك الوحدات العسكرية تعبث بأمن شبوة وتنكد بحياة أبناء شبوة، حيث ارتكبت كثير من الانتهاكات لحقوق الإنسان من خلال قيام هذه السلطة باعتقال كل من يخالف سياستها مما؛ وصل إلى حد القتل والخطف والإخفاء القسري في سجون سرية غير قانونية تفتقد للرقابة القضائية وغير صالحة، ومن يدير هذه السجون شخص يفتقد للإنسانية، وكم من أبناء شبوة تم اعتقالهم بدون أي سبب ويتم تلفيق لهم تهمة كيدية، وكان الوضع في شبوة قبل التحرير مزري جدا وبمجرد خروجك للشارع للتعبيرعن حرية الرأي يتم منعك وقمعك بجميع الوسائل، ويتم إطلاق الرصاص بجميع الأسلحة فوق المتظاهرين، ووصل الوضع إلى حد أن يقوم شخص برفع راية الجنوب يتعرض للقتل مباشرة، وقيدت كل الحريات بما فيها حرية الإعلاميين الذين تعرضوا للاعتقالات والمطاردة، ومنع الكثير من الإعلامين والناشطين من دخول العاصمة عتق، وكذلك أفراد النخبة الشبوانية وأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي بشبوة كانوا لا يستطيعون دخول عتق بسبب حكم هذه المليشيات الإخوانية العدائية. "

  وحول التغيير الذي حدث بعد إقالة رأس السلطة الإخوانية يضيف باقطيان "بعد التحرير وبعد إقالة المحافظ الإخواني بن عديو، ودخول ألوية العمالقة الجنوبية وتحرير مديريات بيحان من المليشيات الحوثية، ودخول قوة دفاع شبوة، تنفس أبناء شبوة الصعداء وأصبح الكل يتجول بحرية داخل كل مناطق شبوة وأصبحت حرية الرأي مكفولة، ولم نسمع عن اعتقال أي شخص أو منع أحد من دخول العاصمة عتق، كما كان أثناء سيطرة الإصلاح على عتق من سابق، وعند تولي المحافظ الجديد ابن الوزير زمام الأمور في شبوة، قام بإطلاق عدد كبير من المعتقلين في السجون السرية، وألغى كل السجون السرية، وتحويل بعض المعتقلين إلى النيابة للنظر في قضاياهم، وهكذا عاد الأمن والاستقرار إلى شبوة، وأصبح أبناء شبوة ينعموا بالأمن والأمان بعد أن فقدوها عدة سنوات، وعادت الحياة إلى طبيعتها، وأصبح الكل يتمتع بالحرية والتعبير عن الرأي والرأي الآخر".

   ويتطرق باقطيان إلى عودة قيادة المجلس الانتقالي شبوة إلى العاصمة عتق قائلا "بعد غياب دام أكثر من عامين، عاد  نشاط المجلس الانتقالي في عتق والمديريات بشكل علني، مما كان له أثر بالغ وكبير في نفوس أبناء شبوة، حيث بدأ المجلس يعيد نشاطه من خلال رئيس القيادة المحلية الأخ العميد علي أحمد الجبواني الذي منذ وصوله إلى شبوة قام بالنزول لعدة مديريات للاطلاع على أوضاع المديريات، وكان له دور كبير في تحرير مديريات بيحان من خلال نزوله إلى الجبهات وحث المقاتلين على القتال ودحر مليشيات الحوثي، وتم تحرير كامل مديريات بيحان، وكذلك قام المجلس الانتقالي بشبوة بتشكيل فرق إغاثة لتقديم الدعم لجرحى ألوية العمالقة وتقديم المساعدات لهم في مستشفيات عتق، وأقام عدد من الفعاليات الرياضية لدعم فئة الشباب وتشجيعهم، وعلى الصعيد السياسي الداخلي عقد المجلس الانتقالي بشبوة عدد من الاجتماعات بشكل استثنائي وذلك لمواكبة المرحلة الراهنة، وظروف المحافظة وكذلك أشرف المجلس على تأسيس عدد من الاتحادات الجنوبية ودعمهم، وعمل المجلس على تعزيز روابط الإخاء مع سلطة شبوة ممثلة بالمحافظ عوض ابن الوزير والوقوف إلى جانبه، ودعم كل الجهود التي يبذلها للعمل لإصلاح المحافظة"  .

   ويتطلع باقطيان إلى قيام المجلس الانتقالي ببذل مزيد من الجهود للمشاركة في إصلاح المنظومة الإدارية في المحافظة، والعمل على تحسين الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن، وبذل الجهود لمطالبة التحالف العربي بتطبيق الشق العسكري من اتفاق الرياض وإخراج الوحدات العسكرية من عتق وإعادتها إلى ثكناتها ما قبل حرب أغسطس 2019، عندما دخلت هذه الوحدات واحتلت عدد من الأماكن في شبوة، وبإخراج هذه القوات ستكتمل حالة الأمن والاستقرار في ربوع محافظتنا.        

 

 نسائم الحرية:

   بحسب الناشط السياسي محمد باني عاشت شبوة منذ أغسطس 2019 ظروفا صعبة للغاية تحت حكم مليشيات الإخوان، حيث استخدم الإخوان القمع وسيلة لحكم هذه المحافظة، وامتلأت معتقلاتهم بالمعتقلين بشكل تعسفي، كما مارسوا سياسة الإقصاء حيث تم إقصاء 65 مديرا بعضهم من الانتقالي وبعضهم من أحزاب أخرى أو مستقلين، وعينوا بدلهم عناصر أخوانية كثير منهم لا تنطبق عليهم شروط الوظيفة، كما مارسوا في حكمهم فساد مالي لم تشهده المحافظة من قبل، فقد ألغوا المناقصات، واستبدلوها بمقاولات مشبوهة مع المقاولين، كما تشرد الكثير ونزحوا قسريا إلى المحافظات الأخرى بسبب حكم السلطة الإخوانية، أما كارثة الكوارث عند الإخوان هي تسليمهم لثلاث من مديريات المحافظة إلى الحوثيين، مما يدل دلالة واضحة على التخادم الحوثي الإخواني بشكل واضح.

  يواصل باني حديثه "حدث التغيير بإقالة رأس السلطة الإخوانية بن عديو وتعيين المحافظ الجديد بن الوزير، ودخلت قوات العمالقة الجنوبية شبوة وحررتها من الحوثيين، والان ظهر الفرق، حيث بدأت نسائم الحرية تعود إلى شبوة، وقل القمع بشكل كبير جدا وعاد المجلس الانتقالي لممارسة عمله بشكل علني، بعد نضالات كبيرة لقيادة وكوادر المجلس وأنصاره، وكان هناك دور متميز لرئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة المناضل العميد علي أحمد الجبواني" .

  يدعو باني إلى استكمال الانتصار الذي تحقق "يجب أن يتواصل العمل في تثبيت وتجذير المجلس في محافظة شبوة، فأبناء شبوة يأملون أن يتم تصحيح الأوضاع في المحافظة من خلال إلغاء التعيينات الإخوانية التي أقصت كوادر المحافظة من الوظيفة وإدارة المحافظة، وفي المقدمة  ندعو إلى إقالة القادة العسكريين والأمنيين الذين تلطخت أياديهم بقمع أحرار شبوة" .

 

جرائم لا تسقط بالتقادم:

  يؤكد سالم الهلالي أن ما أحدثه الإخوان في شبوة خلال عامين بحق أبناء شبوة، تعد جرائم لا تسقط بالتقادم، لافتا إلى "أنهم فعلوا ما لم تفعله إسرائيل بحق الفلسطينيين، ومن المعيب أن يبقى مرتكبو هذه الجرائم أحرار طلقاء، بل والأفظع والأنكى استمرارهم في قيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، والحقيقة أن المواطن الشبواني يحس فعلا أن هناك تغيير ولكن ليس التغيير الكامل، فلا ننكر تحسن الوضع السياسي بعودة المجلس الانتقالي وممارسة نشاطه، وتوقف الاعتقالات بتوجيهات المحافظ عوض بن الوزير، لكن ذلك ليس كافيا ، فقد عمل الإخوان خلال حكمهم على  تكوين منظومتهم في سلطة القرار الإدارية والعسكرية، ومما يؤسف له أن هذا مازال مستمرا لذا ندعو الأخ محافظ شبوة بن الوزير وقيادة المجلس الانتقالي إلى سرعة التغيير، وخاصة قادة الأجهزة الأمنية الاخوانية" .

إزالة كل ما صنعه الإخوان:

  يعبر الناشط في المقاومة الجنوبية حسان القميشي عن فرحته بالانتصارات التي تحققت بالقول" بداية عامنا هذا عمت الفرحة شبوة بعدة انتصارات أثلجت صدور أبناء شبوة الأحرار، أولا بإقالة المحافظ الإخواني بن عديو، وثانيا بالعمل العظيم الذي قامت به قوات العمالقة الجنوبية المتمثل بتحرير مديريات عسيلان وبيحان وعين، وكذلك عودة ممارسة نشاط المجلس الانتقالي بصورة علنية، وعودة قوات دفاع شبوة، وتنفس أبناء شبوة الصعداء، فقد مرت على شبوة أيام سود منذ أحداث أغسطس 2019،  بسبب الممارسات الإخوانية القمعية، ولكن الان الأمور طيبة، فها نحن نرى المجلس الانتقالي في شبوة ويمارسون نشاطهم المهم بشكل فعال كما عودونا".

  يستدرك القميشي "رغم تلك الانتصارات إلا أننا نأمل من أحداث تغيير جذري وشامل في المحافظة وإزالة كل ما صنعه الإخوان من فساد وأخونة الوظيفة العامة وهذا ما نأمله من الأخ المحافظ وقيادة المجلس الانتقالي، فليس من المعقول والمنطق آن يستمر الطغاة في الحكم، لا بل ندعو ليس إلى إقالتهم فقط ، بل ومحاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم يشيب منها شعر الرأس ".

في مهب الريح: 

   ومن ناحيته يقول الكاتب والناشط السياسي والإعلامي سعيد الديولي "حزمة الانتصارات التي تحققت في شبوة بإقالة المحافظ الإخواني بن عديو وتحرير قوات العمالقة لمديريات بيحان وعودة قوات دفاع شبوة والمجلس الانتقالي، كل تلك الانتصارات لم تأت إلا بعد عمل  نضالي جبار خاضه أبناء شبوة الأحرار طوال عامين وأربعة أشهر من خلال المسيرات والوقفات الاحتجاجية  والأنشطة السياسية والإعلامية الكبيرة التي قاموا بها، على الرغم من الملاحقات والمطاردات والاعتقالات التعسفية وإعمال التعذيب الوحشية التي تفوق الوصف" .

   لكن في المقابل يستدرك الديولي " ليس من الإنصاف أن تذهب هذه التضحيات سدى وفي مهب الريح ، ويبقى الإخوان منتشرون  في سلطة المحافظة، فأخوان شبوة ومن والاهم يتمسكون بأكثر من 60 إدارة ومرفق حكومي، بل وحتى قادة أجهزة القمع العسكرية والأمنية مستمرون في قيادة تلك الأجهزة، وهنا تقع مسؤولية كبيرة على قيادة الانتقالي بالمحافظة وكذلك الأخ محافظ شبوة في سرعة حلحلة السيطرة الإخوانية على مقاليد الحكم، وإحلال كوادر وطنية نظيفة مكانهم".

 

 

نصر كبير:

   يقول الأخ  ناصر باحميد "نصر كبير تحقق لشبوة، أولا بتحرير مديريات بيحان من احتلال المليشيات الحوثية، وثانيا بتعيين محافظ جديد لشبوة وهو الشيخ عوض بن الوزير، وثالثا بعودة نشاط وعمل المجلس الانتقالي في شبوة، وكل هذه الانتصارات لم تتحقق إلا بتضحيات الرجال الأبطال من أبناء شبوة الذين رفضوا حكم الإخوان، وخرجوا يناضلون في فعاليات كثيرة في مناطق المحافظة، ولم يتوقفوا رغم قمع المليشيات الإخوانية لهم، ورغم التعذيب في المعتقلات السرية، وها هي نسائم الحرية قد عادت إلى شبوة التي أبت إلا الانتصار على كل الطغاة".

 العمالقة فاتحة الانتصار:

   يشدد أحمد جريبه على أهمية استمرار عجلة التغيير بحيث تشمل إقالة مسؤولي الإخوان من الإدارات المدنية والأمنية التي تولوها بعد أحداث 2019 ، لأنهم تقلدوها بشكل غير قانوني، مطالبا محافظ المحافظة عوض بن الوزير بسرعة تصحيح الوضع الإداري والعسكري، واختيار الكفاءات القادرة على العطاء ممن تمتلك الخبرة، مؤكدا على أهمية المجلس الانتقالي في شبوة ودوره في التواجد بين أبنائها ونشاطه الذي يسعى فيه لمصلحة آرضها وسكانها.

الختام:

   إن وصول قوات العمالقة الجنوبية إلى شبوة يعد من أهم الانتصارات التي شهدتها المحافظة بداية العام الجاري، وفاتحة الانتصارات التي تلت ذلك، لقد عبر أبناء شبوة عن الشكر والتقدير لقوات العمالقة التي اجترحت البطولات والتضحيات الكبيرة لأجلهم.

لقد انتصرت محافظة شبوة برغم كل ما واجهته وما عانته، وعادت الحياة الطبيعية إليها مزهوة بالانتصار، وبعودة المجلس الانتقالي الجنوبي إليها لممارسة نشاطه تجاهها ولأجلها.