المجلس الإنتقالي الجنوبي بالضالع ينظم ندوة ثقافية بمناسبة ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي

الضالع - خاص

نظمت القيادة المحلية للمجلس الإنتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع ممثلة بالدائرة الثقافية في المجلس وبالتنسيق مع الهيئة الاكاديمية كلية التربية الضالع جامعة عدن صباح الخميس الموافق 18 يناير 2018م ندوة ثقافية بعنوان  ( التصالح والتسامح وأثره الايجابي على مسار ثورة شعب الجنوب التحررية) وذلك بمناسبة الذكرى الثانية عشر ليوم التصالح والتسامح الجنوبي .

     

 بدأت الندوة بآي من الذكر الحكيم القاها جمال الجحافي.. ثم استهلت فعاليات الندوة بكلمه افتتاحية وترحيبية ألقاها رئيس المجلس بالمحافظة العميد المناضل/عبدالله مهدي سعيد استعرض من خلالها أهمية مبدأ التصالح والتسامح وجذوره التاريخيه للماضي القريب والحاضر والمستقبل مشيدا بالانطلاقة من جمعية ردفان ومؤكدآ على أن الضالع كان لها دور سباق في بناء هذه الفكرة والتمهيد لانطلاق هذا المبدأ السامي كما أكد أنه من الواجب على النخب القيادية والسياسية التمسك بهذا المبدأ العظيم لما له من تبعات تعزز الدور نحو لحمة الأهداف التحررية والتمسك بمشروع الاستقلال الناجز.

 واشتملت الندوة على أربع أوراق: الورقة الاجتماعية والورقة الثقافية والورقة السياسية والورقة الاعلامية.. 

وخلال الندوة تم استعراض هذه الاوراق بدءا بورقة الأبعاد الاجتماعية من قبل الدكتور الأكاديمي عبده صالح الذي اكدت على انه لابد من توفير بيئة مناسبة لاحتواء الخلافات قائلا إن مجيء التصالح والتسامح انتصار مجتمعي لوحدة الجنوب وتماسكه واعتبرها الثمرة الجنوبية في مسار الثورة بمختلف المراحل مثمنآ أهمية الفكرة التي انطلقت من أوساط الجماهير والتي عملت على السير بثبات وعملت على تعزيز اللحمة الوطنية ودافعت عنها..

واشار في حديثه الى انه ولما لمبدأ التصالح والتسامح من أهداف رمزية جسدت الصمود أمام غطرسة المحتل اليمني تجاه الشعب وعملت على تحصين الوطن من الصراعات والتشظي بين أبناء الجنوب , وان هذه الأهداف تقوم على مبدأ الشراكة والقيم والقبول بالآخر ونبذ الخلافات. .

كما أكد الدكتور صالح على ضرورة عدم الانصياع والانجرار خلف الإعلام المعادي منوها إلى دور المثقف الجنوبي في هذه المرحلة الراهنة لكونها مرحلة حساسة تتطلب العمل بوعي لمواجهة الحملات الشعواء وانه لا يمكن مواجهتها إلا بدور مثقف وإعلام جنوبي قائم على رؤية واضحة متروية وهادفة ...

واختتم ورقته بالتأكيد على وجوب الحفاظ على الوعي المجتمعي بوجود وسائل اعلامية مرئية ومسموعة ومقرؤة.. والمطلوب منا جميعا التفكير بالشراكة المجتمعية بين كل المكونات ودعوة كل الناس لاستعادة وبناء الوطن ويجب أن نجتمع على ثوابت وطنية موحدة تكون بمثابة قانون نسير عليه ويحكم خطوات هذا السير.

وعقب ذلك تم الانتقال الى الورقة الثانية وهي الورقة الثقافيه قام بتقديمها الاستاذ محمد محمود رئيس الدائرة الثقافية استعرض من خلالها  اهمية غرس ثقافة التصالح والتسامح والسمات الدينية لهذه الثقافة والقبول بالآخر مستعرضا مجيء الغزو الفكري والاطماع الاستعمارية وكيف تولدت الصراعات وعملت على تفكيك النسيج الاجتماعي وتغيير. الارث الثقافي للجنوب والقضاء عليه ومن تلك التغييرات تغيير معالم المباني والتراث الجنوبي وغيرها من العمليات التي هدفت الى محاولة طمس ومحو الثقافة الجنوبية والتراث الثقافي.

 ثم قدمت الورقة الثالثة للباحث والمحلل السياسي الاستاذ احمد حرمل وهي الورقة السياسية استقرأ خلالها القيم الوطنية للمحبة والسلام والتوجه الصادق لحمل وحدة جنوبية وطنية.. مشيدا بدور جمعية ردفان وان  التصالح والتسامح جاء كفكرة لخلق التماسك ونبذ الماضي وإنها مرحلة مضت والولوج الى مرحلة جديدة أسست للوئام والانتقال إلى عهد راقي ولحمة جنوبية ونبذ الأحقاد وتجاوز آلام وصراعات الماضي القريب منه والبعيد.. وانهويجب اخذ الدروس والعبر من ماضينا بعيدا عن الحسابات السياسية الضعيفة لنبني عليه حاضرنا فنرص الصفوف لمواجهة تحدباته ومستقبل جميعنا شركاء في رسم معالمه وتمتين مداميكه.

واكدت هذه المداخلة الى أن بداية الفكرة انطلقت من الضالع وأسست ارضية صلبة وخلقت حالة من الاستعداد لانطلاق مسيرة الحراك السلمي في عام 2007م كوسيلة نضال سلمية احترامها شعب الجنوب لاسترداد حقوقه المسلوبة ولمواجهة ما يتعرض له من قهر وظلم والإقصاء وتهميش من قبل نظام الاحتلال.

واشار الى ان مبدأ التصالح والتسامح خلق وعي مناهض لسلوك الاحتلال اليمني وان الحراك السلمي قد خلق حالة من الاستعداد لدى قطاع واسع من الناس للانتقال الى مربع الكفاح المسلح فكانت حرب 2015م هي الساحة المناسبة لهذا الانتقال فتجسدت لحمة شعب الجنوب في مقاومته الجنوبية التي وحدت النسيج الاجتماعي في ساحة المعركة كقيمة حقيقية للتصالح والتسامح قولا وفعلا وهو ما حقق الانتصار على الارض ضد تتار القرن.    

والمح في مداخلته الى ضرورة استكمال حلقات التصالح والتسامح بإعتباره المرتكز لبناء مستقبل الوطن بكل ولكل ابناءه وتجسيد هذا المبدأ في سلوكنا اليومي وتحويله الى ثقافة تمكننا من استعادة الدولة المنشودة.

واختتمت اوراق الندوة بإستعراض الورقة الإعلامية التي توزعت محاورها على مجمل نقاط الأوراق سالفة الذكر.

 وبعد ذلك تم الانتقال الى مداخلات الضيوف فأشار الاستاذ علي محسن سنان عن مفاهيم الصراعات بلمحة خاطفة من عهد قابيل وهابيل وصولا إلى الربيع العربي...  منوها الى إن الربيع جاء تصديرا من الخارج لتكتمل حلقاته داخليا. واكد خلال مداخلته على ان للشباب دور الهام في صياغة المرحلة ووضع لبناتها والانطلاق نحو المستقبل الذي ننشده جميعا.. وأكد على ضرورة أضافة الصفر إلى يمين العدد وليس الى شماله ليكون رقما ذات قيمة. 

      

 الأستاذ عبدالله الكريدي تحدث عن مسألة اهمية توزيع وتنظيم الوقت مثنيا على هذه الفكرة وأبعادها وأننا بالتصالح والتسامح شكلنا قيادة وكونا مبدأ قائلا انه يجب ان تحمل هذه الفكرة في قلب كل جنوبي وعلينا اليوم تفادي نشر ثقافة القبيلة الواحدة فالوطن واحد وللجميع وحذر من توسيع الشرخ وضرورة ردم الهوة التي يحاول البعض ان يجرنا اليها..وقال في سياق مداخلته انه يجب ان تخرج هذه الندوة بتوصيات تحقق المأمول منها.

     

ومن ثم كانت آخر المداخلات. ملاحظة لمقدم الندوة الاستاذ فضل هادي اوضح فيها على استمرار مثل هذه الندوات للخروج بأطروحات وتوصيات هامة وهادفة.

وختام الندوة تحدث الاخ رئيس المجلس العميد عبدالله مهدي مؤكدا على ضرورة عمل حوار مجتمعي مع الكل للخروج بآراء ومقترحات تعزز مبدأ المشاركة في رسم وصياغة الحاضر والمستقبل وتكفل للجميع المساهمة في بناء الوطن...  ووجه شكره وتقديره للحاضرين جميعا.

حضر الندوة عددا من رؤساء الدوائر واعضاء المجلس الانتقالي ونشطاء العمل السياسي والمهتمين.