11 عامًا على مجزرة عدن.. ذكرى قاتمة في أذهان الجنوبيين

 

21 فبراير من عام 2013، هزت مجزرة مروعة مدينة عدن خاصة والجنوب عامة، والتي تعد كواحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني بحق الجنوبيين، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على الحشود الجنوبية المطالبة بفك الارتباط والاستقلال، في ساحة العروض، وقد خلفت هذه المجزرة عددا كبير من القتلى والجرحى، تاركين وراءهم أسرًا مفجوعة وذاكرة جماعية مثقلة بالألم.

 

 

ذكرى قاتمة

 

يحيي الجنوبيون اليوم الذكرى الحادية عشر لهذه المأساة بحزن عميق وغضب عارم من الاحتلال اليمني وقواته الغاشمة، الذي لا يزال يرفض الاعتراف بجرائمه ضد الجنوب ارضا وانسانا، ففي ذلك اليوم من العام 2013م خرج أبناء شعب الجنوب في مليونية سلمية حاشدة سميت (بمليونية الكرامة) في العاصمة الجنوبية عدن للتظاهر والمطالبة بحقوقه وأستعادة دولته الجنوبية على حدود عام 1990م ' الا ان قوات الاحتلال اليمني واجهت ذلك بعنف وبشاعة فقد صوبت فوهات آلتها الحربية صوب المتظاهرين العزل لقمعهم واسكات صوت الحق فسقط يومها أكثر من (120) مدني بين شهيدًا وجريح بينهم أطفال ونساء.

 

" صمود أسطوري"

 

تلك الجريمة وغيرها قوبلت بصمود اسطوري من ابناء الجنوب فواصلوا مسيرتهم ونضالهم رغم القمع والتنكيل الذي مورس ضدهم من قبل قوات الاحتلال اليمني، التي اعادت الكرة مرة اخرى وفي ذات الشهر من العام 2014م وفيما بعد مليشيا الحوثي التي اجتاحت الجنوب في العام 2015م وقوبلت بصمود اسطوري ومقاومة جنوبية شرسة دفاع عن الارض والعرض وفي سبيل الحرية والكرامة والاستقلال فكان لهم ما ارادوا.

 

 

تفاعل كبير مع الذكرى الـ11 لمجزرة الكرامة

 

أشعل سياسيون وناشطون جنوبيون مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها منصة (أكس)، بوسم #مجزره_فبراير_عدن تزامن مع حلول الذكرى الحادية عشر للمجزرة،

مؤكدين على أن مجازر قوى صنعاء اليمنية وعصاباتها، واتباعها، التي ارتكبتها ضد أبناء شعب الجنوب، لن تمر مرور الكرام، ولن ينساها شعب الجنوب، وستظل وصمة عار في جبين ما تُسمى بـ(الوحدة اليمنية)، المشؤومة.

وان ذكرى مجزرة 21 فبراير، تحكي عن صمود شعب جنوبي عظيم، وإرادة وطن غالي.

 

مشيرين إلى أن شعب الجنوب أصبح اليوم يمتلك قوات مُسلحة صلبة، وممثل سياسي قادران على حماية شعبهما، من أي اعتداءات أو ممارسات همجية من قبل قوى صنعاء اليمنية الإرهابية بشقيها (الحوثي الإخواني) ضد أبناء الجنوب.

 

منوهين بأن كافة جرائم قوى صنعاء اليمنية ضد الجنوب وشعبه، لن تسقط بالتقادم، وأن كل قطرة دم جنوبية ازهقتها قوات الاحتلال اليمني، لن يكون ثمنها إلا دولة جنوبية كاملة السيادة، وهذا عهد قطعه كل جنوبي وجنوبية على نفسه، ولا تراجع عنه مهما كان الثمن باهظًا.

 

وأضافوا: "مجزرة 21 فبراير 2013م، تعتبر واحدة من أشكال متنوعة من الانتهاكات والمجازر والقتل واراقة الدم ضد شعب الجنوب، من قبل قوى الاحتلال اليمني.

 

وجددوا التأكيد على أن قوى الاحتلال اليمني، كانت تُمارس الإبادة الجماعية ضد شعب الجنوب السلمي، موضحين بأن خلال ارتكاب قوى صنعاء اليمنية الإرهابية بشقيها (الحوثي الإخواني)، مجزرة 21 فبراير، في العاصمة الجنوبية عدن، ضد شعب الجنوب، كانت خلال فترة تولي وحيد رشيد، قيادة عدن كمحافظ.

 

ودعوا إلى أهمية الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، حتى استعادة وبناء دولة الجنوب كاملة السيادة، مؤكدين على أهمية الثبات على الأرض والتمسك بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره دون أي وصاية، وتأكيد بأن سر انتصارات الجنوب تكمن في تلاحمه، وقوة صفه. 

 

مؤكدين على أن: "الجنوب اقترب من الخلاص والانعتاق من الاستعمار اليمني الغاشم، الذي ظل جاثمًا على أرض ودولة الجنوب منذ غزو سنة 1994م".

 

 

نضال مستمر

 

 

يردد الجنوبيين في هذه الذكرى شعار "لن ننسى ولن نسامح، وعهد الرجال للرجال" تأكيدًا على تمسكهم بحقهم في الاستقلال الكامل وإيمانهم بأن نضالهم من أجل الحرية والكرامة واستعادة دولتهم لن يتوقف حتى ينالوا دولتهم كاملة السيادة. 

 

وقد دعا السياسيون الجنوبيون جميع رواد منصات التواصل الاجتماعي إلى التفاعل بقوة وحيوية ونشاط مع هاشتاج #مجزره_فبراير_عدن ، والتذكير بمجازر قوات الاحتلال اليمني.

 

وتفاعل مع الهاشتاق عدد من الكتاب والاعلاميين والسياسيين حيث غرد

الدكتور صدام عبد الله: رئيس قطاع الاعلام الحديث :" ‏بقوله ذكرى مجزرة ٢١ فبراير جرحٌ لا يندمل وصرخةٌ لا تهدأ حيث هزت في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٣، العاصمة عدن مجزرةٌ مروعة راح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء، نتيجة لقيام القوات اليمنية الأقدام على قمع مليونية الكرامة في عدن والافراط في استخدام العنف بشكل هستيري ، وحولت شوارع عدن إلى أنهارٍ من الدماء، خلّف وراءه مأساةً إنسانيةً لن تُنسى.

 

واضاف بالقول: لم يكن يوم ٢١ فبراير يوماً عادياً في تاريخ عدن خاصة والجنوب عامة، فقد فُتحت أبواب الجحيم على المدينة، وباتت ساحةً للقتل والدمار. نساءٌ وأطفالٌ وشيوخٌ سقطوا ضحايا وحشية قوى صنعاء المتحالفة ، تاركين وراءهم عائلاتٍ مفجوعةً وأحلاماً محطّمة.

 

وأوضح بالقول : بعد مرور احدى عشر عام ، لا تزال ذكرى مجزرة ٢١ فبراير حيةً في أذهان كل جنوبي جرحٌ لا يندمل وصرخةٌ لا تهدأ، تذكر العالم بوحشية قوى صنعاء المتحالفة ضد العزل من ابناء الجنوب. 

 

واسترسل: نُؤكّد على عهدنا بمواصلة النضال من أجل تحقيق اهداف كل الشهداء الذين سقطوا في سبيل الحرية واستعادة الدولة.

 

وأكد الدكتور صدام في تغريدته : إنّ مجزرة ٢١ فبراير ليست مجرّد حدثٍ عابرٍ في تاريخ الجنوب، بل هي رمزٌ لمعاناة الشعب الجنوبي الذي ذاق ويلات الاطهاد والقمع منذ ما بعد حرب ٩٤ الظالمة على الجنوب، الشعبٌ الذي ذاق مرارة العنف، وبات ينشد للسلام الذي لن يتحقق الا بعودة الدولة الجنوبية.

 

 

 

صمود أسطوري لشعب الجنوب

 

 

تجسد هذه المجزرة بعد ذكراها الحادية عشر الصمود الاسطوري لشعب الجنوب، وتمسكه بمطالبه وحقه في تحقيق المصير، وقد نشرت عدد من مقاطع الفيديو لمجزرة يوم الكرامة، فيما كان يوجه الأمن المركزي فوهات بنادقه نحو المواطنين العُزّل في ساحة العروض بمديرية خور مكسر في عدن.

 

وقال الناشط السياسي زيد بن نافع، "أن مجزرة فبراير كانت ضد متظاهرين سلميين من أبناء الجنوب ارتكبت في عهد المحافظ الإخواني وحيد رشيد، وقائد القوات الخاصة عبدالحافظ السقاف، مضيفاً: “دماء شهدائنا لا تنسى ولا تسقط بالتقادم”.

 

وأضاف، بعد ثورة 2011 التي قامت في صنعاء بقيادة الإخوان والحوثي وبعد أن ادعوا أنهم اسقطوا نظام عفاش، تفاجأنا أن قيادات هذه الثورة التي اتصفت بالنعومة وتغيير الظلم ارتكبت في عدن في 2013 مجزرة فظيعة ضد متظاهرين سلميين يرفعون لافتات وشعارات ضد الظلم.

 

وفي ذات السياق قال الناشط السياسي مالك اليزيدي، "إن مليشيات الإخوان ارتكبت مجزرة مروعة بحق أبناء الجنوب في العاصمة عدن باستخدام الدبابات والمجنزرات للاعتداء على متظاهرين عزل وراح ضحية هذه المجزرة العشرات من الأبرياء".

 

فيما طالب الناشط السياسي وهيب سعادي، بضرورة محاكمة وملاحقة مرتكبي مجزرة 21 فبراير، مؤكداً أن هذه المجزرة ستظل شاهدة على وحشية التعامل مع شعب الجنوب وتعبيراً عن نهج تم تكريسه على الجنوب حتى اللحظة بواسطة التفجيرات واستهداف قيادات الجنوب.

 

ويرى الصحفي محمد بازهير، أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات فورية لمنع تكرار أحداث مجزرة 21 فبراير وحماية حقوق الإنسان في الجنوب.

 

وأكد الصحفي أمجد صبيح، على أن السلام لن يتحقق إلا بحل قضية شعب الجنوب وتحقيق تطلعاته المنشودة والعادلة، باستعادة دولته كاملة السيادة، وغير ذلك لا أمن ولا سلام في المنطقة.

 

 

إنّ دماء شهداء مجزرة ٢١ فبراير ودماء كل الجنوبيين التي هدرت في سبيل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة لن تذهب هدراً فمع كلّ ذكرى، تُولد عزيمةٌ جديدةٌ لثبات ابناء الجنوب على مواصلت نضالهم لتحقيق الهدف المنشود لاستعادة الدولة الجنوبية.