الجعدي في ندوة حوارية: أي مشاريع لا تُلبي طموحات شعب الجنوب لا قيمة لها

 نظمت الدائرة السياسية في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، مساء الأربعاء، ندوة حوارية تحت عنوان  " الوحدة اليمنية حلم 1990م و واقع 2018م "، واستضافت فيها كوكبة من النخب السياسية، والأكاديمية، والمثقفين، وحضرها أعضاء من هيئة رئاسة المجلس، ورؤساء دوائر في الأمانة العامة.

وافتتح الأستاذ خالد بامدهف رئيس الدائرة السياسية، الحديث بالترحيب بالحاضرين، محيياً حضورهم في هذه الندوة الحوارية، التي تهدف إلى بلورة الأفكار حول مشروع الوحدة اليمنية وتقويمها، بعد أكثر عقدين من الزمن في ظل واقع الجنوب بعد هذه التجربة .

وفي مستهل اللقاء، تحدث الأستاذ فضل الجعدي القائم بأعمال الأمين العام وعضو هيئة رئاسة المجلس قائلاً:"إن تجربتنا مع مشروع الوحدة كانت تجربة مريرة وقاسية ذاق فيها شعب الجنوب ما ذاقه من مرارة العيش وضنك الحياة".

وأضاف : "لقد حلمنا في الجنوب بقضية وطن ودولة مدنية حديثة من خلال مشروع الوحدة، بينما حلم  الطرف الآخر بقضية القبيلة ودولة العسكر " .

ووصف الجعدي تجربة الوحدة بالقول:"إن الجنوبيين كانوا أكثر صدقاً وإيمانناً بالوحدة، حيث جعلوا منها عقيدة وثقافة وظلوا يتغنون بها ويلقون لها التحية ويمجدوها في صباح كل يوم في المدارس والمعسكرات، بينما تعامل الطرف الآخر مع الجنوبيين الذين ينزلون المناطق الشمالية كزوار أو مقيمين".

وقال الجعدي :" إن القضية الجنوبية باتت حاضرة بقوة بالانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية التي توجتها نضالات شعب الجنوب، وان أي مشاريع أخرى لا تلبي تطلعات شعب الجنوب ولا تواكب أرادته لا تهمنا، طالما ومن يحمل مشروع استعادة الدولة وفك الارتباط هم الموجودون على الأرض والواقع اليوم".

ولفت الجعدي إلى أن الانتصار الأخير الذي حققته المقاومة الجنوبية ونجاحها في تحرير الأرض من السطوة العسكرية والهيمنة الشمالية، بات واضحا فيها أن الجنوبيين هم من يقفون على أرضهم، غير أن هناك من يريد للجنوبيين أن يدخلوا في أتون الصراعات البينية والخلافات والنزعات الجانبية التي تبعدهم عن تحقيق هدفهم في استعادة الدولة وفك الارتباط.

وأوضح الجعدي في حديثه حول قراءته للوضع الحالي في ظل ممارسات حكومة الشرعية قائلاً: " الشرعية هي مجرد يافطة يريد من خلالها المتأسلمون زعزعة الأمن والاستقرار الذي نجح الجنوبيون في إيجاده خلال الثلاث السنوات الماضية" .

من جانبه تحدث الأستاذ لطفي شطارة عضو هيئة رئاسة المجلس قائلاً: " علينا التعلم من الأخطاء الماضية والمجلس الانتقالي اليوم يعي ضرورة ذلك، حتى لا يكرر أخطاء 67، وهو اليوم يمضي في فتح حوارات مع الجميع من دون استثناء .

وأتيحت عقبها الفرصة للحاضرين للحديث وطرح مداخلاتهم وآرائهم وأفكارهم حول تقييم تجربة الوحدة " الحلم والواقع " وتنوعت المداخلات بين من وصف الوحدة بالكارثة على الجنوب، مستعرضين الأضرار التي أوجدتها، والشرخ الذي تسببت به لدى النسيج الاجتماعي، الذي حوّل علاقات الأخوّة والجوار القائمة على المودة والمحبة بين الشعب في الجنوب والشعب في الشمال، إلى علاقات مملؤة بالكراهية والبغضاء.