الناطق الرسمي : الجمعية الوطنية تحمل رسائل للداخل والخارج

في خطوة تنظيمية باتجاه تمتين البناء المؤسسي.  انعقدت صباح اليوم السبت ٢٣ ديسمبر ٢٠١٧ في العاصمة عدن الجلسة الأولى للجمعية الوطنية الجنوبية بنصاب كامل ضم تمثيلاً واسعاً، شكل لحظة تحول تاريخية في مسار تطور النضال الجنوبي، لتحقيق أهداف الإرادة الشعبية الجنوبية في الحرية والاستقلال وبناء دولة الجنوب الفيدرالية الكاملة السيادة.

 

ولتأكيد توجه المجلس الانتقالي الجنوبي وبناء على إعلان عدن التاريخي في ٤ مايو ٢٠١٧، فقد تم تعيين اللواء احمد سعيد بن بريك رئيساً للجمعية الوطنية، والدكتور أنيس لقمان نائباً للرئيس.

 

إن انعقاد الجمعية الوطنية في العاصمة عدن بقوامها الوطني الشامل في هذه اللحظة بالذات يوصل رسائل عديدة للداخل والخارج، لعل من أهمها أن شعب الجنوب وقد ضحى تضحيات جساماً لتحرير أرضه من قوى الانقلاب وحلفائها من أتباع مشروع التمدد الإيراني في المنطقة، هو ثابت الآن على الأرض، ويدير عملية التحول النضالي وفق منهجية سياسية واقعية توازن بين علاقة الشراكة مع دول التحالف العربي التي كانت سنداً وعوناً في إجهاض مشروع تجديد الهيمنة بواجهة حوثية، وبين التمسك غير القابل للمساومة باستحقاقات شعب الجنوب واستقلاله.

 

كما أن انعقاد الجمعية الوطنية ذات الطيف الجنوبي الواسع يمثل خطوة رئيسية للشراكة الحقيقية في صناعة القرار الجنوبي الذي يكون شعب الجنوب مرجعيته الأولى فهو صاحب القرار في انتزاع استحقاقاته السياسية والوطنية، فلا مجال لأي جهة أو هيئة للاستفراد أو اختطاف القرار السياسي.

 

وهي خطوة تفتح المجال واسعاً من ناحية أخرى لكل من يصطف مع إرادة شعب الجنوب والمستقبل الآمن المصون بالقانون والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والشراكة الحقيقية في الثروة وصناعة القرار ، وهي مناسبة نجدد فيها الدعوة لمزيد من تظافر الجهود والتفاعل بروح تضامنية تعبر عن جوهر التسامح والتصالح وتمتين الجبهة الداخلية الجنوبية وتحصينها من الاختراقات المستهدفة إطالة أمد المعاناة وتمرير المشاريع المنتقصة من إرادة شعبنا الحرة.

 

وفي ظل متغيرات اللحظة وتحولاتها، فإننا نؤكد نهج المجلس الانتقالي الجنوبي الاستراتيجي في معركة كسر شوكة التمدد الإيراني وتأمين المنطقة والإقليم، وبالتوازي معه، فإننا نؤكد على خيار شعبنا في تحديد مساره السياسي المدروس لتحقيق أهدافه المعلنة.

 

ونرحب في السياق نفسه بجهود المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن ودعوات إيقاف الحرب وإحلال السلام، وطي صفحة المعضلة السياسية اليمنية، بمنهج يلغي إدارة الأزمة بالأزمات أو صناعة سلام هش، وإنما السعي إلى سلام مستدام بحل جذري لا يعيد المسار إلى ما قبل الانقلاب وتشريد الشرعية ثم انطلاق عاصفة الحزم، وإنما بإعادة فتح الملف وفق المتغيرات على الأرض، ولاسيما في الجنوب حيث أنجز الشعب أهداف المعركة وبات على عتبة نيل استحقاقاته السياسية التي ناضل من أجلها طوال اكثر من عقدين من الزمان، هما أمد فرض الوحدة بالقوة عام ١٩٩٤.

 

سالم ثابت العولقي

 

المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي