متابعات - الاتحاد نيوز
نص كلمة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في افتتاح اعمال الاجتماع الاول لهيئة الرئاسة في العاصمة عدن: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. الأخوة والأخوات أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الحاضرون جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد شكل إعلان تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بتاريخ 11 مايو 2017م أهمية كبيرة وتحولاً تاريخياً في مسيرة ثورة شعب الجنوب وكفاحه المستمر طيلة الثلاثة والعشرين السنة الماضية وحتى اللحظة، بوصفه استحقاقاً وطنياً ونضالياً ومتطلباً عملياً لانتصار تلك الثورة وتحقيق أهدافها في الحل لمعالجة قضيتها التي تعبر عنها الإرادة الجمعية لشعب الجنوب الثائر. وفي سبيل إنجاز ذلك الاستحقاق الوطني والمفترض العملي بذلت الجهود طيلة العشر السنوات الماضية من عمر الثورة ولكن حالت ظروف وأسباب عديدة وظفتها واستغلتها أجندات عدة لإفشال تلك الجهود الحثيثة، بهدف إبقاء الجنوب وثورته في حالة شتات وتمزق يسهل من خلاله احتواء ثورته وتمييع حلول قضيته العادلة وتمرير حلول منقوصة لها تلبي أطماع مراكز قوى صنعاء في استمرار احتلالها ونهبها للجنوب أرضاً وإنساناً عبر تمثيل صوري للجنوب تختلقه تلك القوى لتمرير صفقات الحلول المجتزأة تلك، وإذا كان قد نجح مخطط الاحتواء والتضليل هذا في تغييب قضية شعب الجنوب عن الحضور الفاعل والاهتمام الكافي لدى دوائر صنع القرار الإقليمية والعربية والدولية والأممية بل وحتى على صعيد التناول الإعلامي والمهني، فغابت وغيبت – بسبب ذلك – قضية شعب الجنوب عن المبادرات والجهود الإقليمية والدولية لحل مشكلات اليمن طيلة السنوات الماضية، إلا أنه رغم ذلك لم ينجح ذلك المخطط في احتواء ثورة شعب الجنوب وإجهاض قضيته العادلة، بل زادها زخماً وانتشاراً شعبياً في حين اتجهت مراكز قوى صنعاء المتصارعة على السلطة نحو النكث بالمبادرات الإقليمية والأممية والتسويات التي وقعت عليها وصولاً إلى الانقلاب على الرئيس الانتقالي الذي توافقت عليه ووضعه تحت رهن الاعتقال الجبري بمسكن عائلته الشخصي بصنعاء بينما اتجهت تلك الأطراف المتصارعة للتحاور في فندق موفمبيك بصنعاء حول ترتيب وضع السلطة وتقاسمها فيما بينها في مرحلة ما بعد رئيسها التوافقي المنقلب عليه قبل أن يتمكن من الفرار خلسة إلى عاصمة الجنوب عدن ليجد شعبه الجنوبي متضامناً معه في مواجهة عنجهية وطغيان قوى صنعاء الانقلابية التي خلق لديها ذلك التضامن والإسناد الشعبي الجنوبي لأبناء الجنوب المطاردين من صنعاء، خوفاً وقلقاً من انفراط الجنوب من تحت احتلالها المستبد الواقع عليه منذ اجتياحه بحرب صيف 1994م فبادرت إلى الدفع بمليشياتها المسلحة صوب الجنوب لتأمين سيطرة قواتها السابقة عليه وفي مواجهة ذلك الغزو المتجدد وقف شعب الجنوب وحيداً بعد انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية والإدارية المحسوبة على الرئيس هادي خلال الساعات الأولى من المواجهة قبل أن يأتي المدد العربي بعاصفة الحزم العربية المباركة لتسند شعب الجنوب وتخوض معه ملاحم الدفاع عن الأرض والعرض وأمن ومصالح الأمة في مواجهة خطر المشروع الإيراني التوسعي التي صارت قوى صنعاء الانقلابية أداة منفذة له، وبصمود وبسالة شعب الجنوب والدعم والإسناد العربي اندحرت قوات الغزو والاحتلال عن أرض الجنوب وانكسر المشروع الإيراني في المنطقة في الوقت الذي عجزت المقاومة في الشمال عن تحقيق أية انتصارات حاسمة في مواجهة ذلك المشروع وأدواته (حلف صالح/الحوثي) رغم المدد والدعم العربي الضخم لتلك المقاومة ومرور قرابة السنتين والنصف منذ بدء الحرب وحتى اللحظة، هذه المعطيات والحقائق الواقعية المدركة للجميع، جعلت دول التحالف العربي والعالم تطلع عن قرب على وضع شعب الجنوب المأساوي وحقائق ومعطيات جوهر قضيته الوطنية العادلة والمشروعة مع قوى صنعاء المستبدة عليه منذ حرب العدوان الأول عليه بصيف1994م وتكتشف مدى إصرار وعزيمة شعب الجنوب على الخلاص من ذلك الاحتلال والطغيان والاستبداد واستعادة سيادته الكاملة على كامل تراب الوطن بحدوده الدولية المتعارف عليها قبل 22 مايو 1990م وهو ما جسده استبساله وقوة إرادته في مواجهة قوات غزو واحتلال صنعاء في الحرب الدائرة معها منذ مطلع 2015م وحتى اللحظة. هذا الإدراك العربي والدولي لتلك الحقائق والمعطيات الواقعية على وضع الجنوب وقضيته بعيداً عن تزييف وتضليل قوى صنعاء المستبدة طيلة السنوات الماضية، وما ترتب على ذلك الإدراك من تعاطي إيجابي مع الجنوب وقوى ورموز ثورته من قبل دول التحالف العربي والعالم، جعل مراكز قوى صنعاء المتصارعة على السلطة سواءً الانقلابية المسيطرة على صنعاء حالياً أو المتدثرة تحت عباءة شرعية نظام هادي المنقلب عليه، تشعر بخطر انفراط الجنوب من تحت احتلالها وسيطرتها وفقدان منظومة فسادها ومصالحها غير المشروعة في الجنوب، فاتجهت جميعها صوب خلط الأوراق وإرباك المشهد في محافظات الجنوب المحررة وتعطيل وإعاقة جهود التحالف العربي والسلطات المحلية فيها من تطبيع أوضاعها الأمنية والخدمية والاقتصادية، مستخدمة في ذلك جميع الوسائل المتاحة لديها ومنها تحريك خلاياها التخريبية والجماعات الإرهابية التي لديها تاريخ عريق في توظيفها واستغلالها بصورة مباشرة وغير مباشرة في خدمة أهدافها الخاصة خلال جميع المراحل السابقة خصوصاً في مواجهة الجنوب منذ ما قبل الوحدة وعقبها مروراً بحرب اجتياح الجنوب 1994م وانتهاءً بالحرب الدائرة حالياً وهذا ما بات مدركاً ومحسوساً لدى الجميع اليوم وما تداعيات الموقف العربي والدولي تجاه النظام القطري وجماعة الإخوان المسلمين في الوقت الراهن، إلا إحدى تجليات تلك الشواهد والحقائق الواقعية. الأخوة والأخوات الأجلاء: لقد بات اليوم جلياً توجه قوى صنعاء المتصارعة على السلطة جميعها (المتدثرة بالمشروع الإيراني المسيطرة على صنعاء ومحافظات الشمال، والمتدثرة بالمشروع الإخواني المتحكمة بقرارات الحكومة الانتقالية المنقلب عليها) صوب خلط الأوراق وإشاعة الفوضى في محافظات الجنوب المحررة، كما بات جلياً بأن جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح وأذرعه المختلفة) ركب موجة الحرب ضد قوى الانقلاب متدثراً بجلباب نظام الرئيس هادي المنقلب عليه ومظلة التحالف العربي، ليس لأجل تحرير صنعاء من الانقلابيين وعودة النظام الانتقالي التوافقي المنقلب عليه لحكم صنعاء كما يدعى بذلك ظاهرياً، بل أنه ركب موجة الشرعية والتحالف العربي لكي يحقق مكاسب سياسية ومادية تمكنه من استعادة شراكته مع قوى الانقلاب في حكم اليمن والجنوب معاً عبر التسوية السياسية القادمة، لأجل ذلك لم يعمل طيلة سنتين وثلاثة أشهر وحتى اللحظة على الدخول بمعركة عسكرية جديدة لتحرير صنعاء أو أي محافظة من محافظات الشمال من قوات الانقلاب وآثر الاكتفاء ببعض مديريات الجوف ومأرب الغنية بالثروات والعمل على تعزيز قواته العسكرية فيها والحفاظ عليها من أي مواجهة منهكة فضلاً عن احتفاظه بألوية المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت بعيداً عن أي مواجهة عسكرية، كما بات جلياً سعي تنظيم إخوان اليمن لإحكام سيطرته على نظام هادي الانتقالي وسلطة القرار فيه لصالح تعزيز وجوده وسيطرته على محافظات الجنوب المحررة وإقصاء قيادات الحراك والمقاومة الجنوبية من سلطاتها التنفيذية والمدنية والعسكرية وتجيير الانتصار الذي حققه شعب الجنوب لصالح تعزيز مركزه وموقفه السياسي والتفاوضي ليكون طرفاً نداً في معادلة الصراع على السلطة في مواجهة حلف الانقلابيين السيطر على محافظات الشمال ومن ثم تمرير صفقة تقاسم سلطة حكم اليمن والجنوب بين هذين الطرفين فقط أو بالأصح المشروعين (المشروع الإيراني والمشروع الإخواني) الذي تدل تداعيات المشهد في المنطقة على ذلك التقارب والتحالف بينهما، بل لم يعد خافياً مدى التواطؤ بين أصحاب وأنصار المشروعين في التخطيط لتقاسم حكم اليمن والمنطقة، إلا أنه ولما كان مشروع الإخوان لا يحظى بأي تأييد وقبول شعبي واسع في الجنوب فقد لجأ إلى وسيلة إثارة الفوضى والصراعات والتطرف والإرهاب ليتمكن من السيطرة عليه موظفاً بذلك نفوذه في مفاصل نظام الشرعية لتعطيل كل مقومات الحياة الضرورية للسكان في محافظات الجنوب. الأخوات والأخوة الأعضاء لقد أوجبت كل تلك التداعيات والمخاطر المحدقة بشعب الجنوب وقضيته ووجوده؛ التحرك الجدي لإيجاد الكيان السياسي القادر على التعبير عن تلك القضية والدفاع عنها وعن مكاسب وتضحيات شعب الجنوب وحقه في العيش بحرية وكرامة على أرضه في مواجهة كل المخاطر والتهديدات المحدقة، فبادرنا بتاريخ 10 سبتمبر 2016م لدعوة جميع قوى المجتمع وثورة الجنوب للإسراع بتشكيل كيان سياسي جنوبي موحد يتولى تلك المهمة ولاقت تلك الدعوة صدىً وطنياً واسعاً كتتويج للجهود والمبادرة السابقة والراهنة حينها في ذات الاتجاه وبعد اللقاءات المكثفة مع مختلف القوى والشخصيات الوطنية بدأ الشروع عقب فعالية 14 اكتوبر 2016م بالإجراءات العملية لترجمة تلك الدعوة إلى مبادرة وطنية وفق رؤى مؤصلة وذلك من خلال تشكيل لجنة فنية من عدد من الخبراء والكفاءات المهنية لتتولى إعداد مشاريع الوثائق والتهيئة لتأسيس الكيان المنشود فتم إنجاز مشاريع الوثائق وعقدت المشاورات الوطنية حول مضامينها طيلة ستة أشهر متواصلة مع مختلف القوى والشخصيات الوطنية، بمن فيهم مستشارين وقياديين في الرئاسة والحكومة، وكان مقرراً من قبل اللجنة الفنية أن يدشن تأسيس هيئات المجلس الانتقالي بدءاً من شهر رمضان، إلا أن قرارات الرئاسة أتت في 27 ابريل 2017م فنهض شعب الجنوب بمليونية 4 مايو2017م الذي صدر عنها إعلان عدن التاريخي المعبر عن الإرادة الجمعية لشعب الجنوب التي شكلت وتشكل المرجعية الحاكمة لإعلان تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ثم أتى الحشد المليوني غير المسبوق بتاريخ 21 مايو 2017م لتأييد قرار إعلان تشكيل هيئة الرئاسة الصادر من المفوض شعبياً بإعلان عدن التاريخي. الأخوة والأخوات الحاضرون جميعاً: لم يقتصر صدى إعلان عدن التاريخي وقرار تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي على الداخل الوطني الذي عبر عنه مليونية 21 مايو 2017م غير المسبوقة فحسب، بل كان له صدى خارجي كبير انعكس في الاهتمام والتعاطي الإيجابيين اللذين حظيت بهما زيارات رئيس وأعضاء هيئة الرئاسة لعدد من الدول الشقيقة والصديقة فضلاً عن الصدى الإعلامي والسياسي الكبير على المستويين العربي والدولي والدبلوماسي. ومن هذا المنطلق فإن المسئولية الوطنية التي تقع على عاتقنا وقبلنا تحملها اليوم أمام الله ثم أمام شعبنا كبيرة وشاقة وعسيرة ويجب أداؤها بصدق وأمانة وإخلاص لا يعرف الكلل والملل فإنها أمانة عظيمة وتكليف لا تشريف به إلا النجاح والانتصار. الأخوة والأخوات الأجلاء يأتي انعقاد الاجتماع الأول لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بحضور الغالبية العظمى لأعضائه في عاصمة الجنوب عدن بالتزامن مع التحضيرات التي يقوم بها شعب الجوب للزحف إلى العاصمة عدن بالذكرى 23 لاحتلال الجنوب من قبل نظام صنعاء بالقوة العسكرية، وكذلك بمرور عشر سنوات من انطلاق ثورة الحراك الجنوبي السلمية، ليحمل هذا الاجتماع دلالات عظيمة أهمها:ـ 1.التأكيد على جوهر قضية شعب الجنوب بوصفها قضية أرض وإنسان وسيادة مغتصبة يكافح شعب الجنوب لاستعادتها على كامل ترابه الوطني من المهرة إلى باب المندب. 2.الإصرار على إنفاذ إرادة شعب الجنوب العظيم بالتفويض بتشكيل الكيان السياسي الحامل لقضيته والذي عبر عنه بإعلان عدن التاريخي يوم 4 مايو 2017م. 3.الشروع الجدي للانتقال من العمل الوطني والثوري العفوي، إلى العمل المؤسسي المخطط والمبرمج وتأسيساً على ذلك فإن هذا الاجتماع يمثل الخطوة الرئيسية الأولى التي سينتظم عقبها عمل هيئة الرئاسة المنظم المحكوم بمشاريع وثائق المجلس الأساسية واتجاهات خطة العمل التي ستقر فيه، كما سيمثل نقطة الانطلاق صوب تشكيل هيئات المجلس وبناء هياكله من الأدنى إلى الأعلى وفق أسس ومعايير تستوعب قوى المجتمع ونخبه الفاعلة بالداخل والخارج، تلك المؤسسات التي سيعمل المجلس من خلالها على حشد وتنظيم وتنسيق الجهود والإمكانات الوطنية والجماهيرية وفق عمل منهجي منظم يلبي تطلعات الشعب ويحقق غاياته، ومن هنا تأتي أهمية التأكيد على أن المجلس سيستمر في قيادة النضال الجماهيري والسياسي حتى تحقيق أهدافه. أيها الأخوة والأخوات الأعزاء: إن شعب الجنوب قد ناله الكثير من الظلم والطغيان والاستبداد والفساد والحرمان من أبسط المقومات والحقوق الأساسية للحياة الحرة والكريمة منذ حرب العدوان والاحتلال اليمني 1994م وقد واجه كل ذلك الجبروت والحرمان بالصبر والكفاح المستمر دون كلل أو ملل وعندما أتى الغزو الثاني في مطلع العام 2015م خرج في مواجهته بكامل قواه وفئاته لأجل الانعتاق من تلك المعاناة والبؤس وعندما دحر قوات الغزاة عن أرضه ظن بأن مرحلة الاستقرار والبناء قد حان زمنها ولكن ذلك لم يتحقق بعد أن تخلت الحكومة عن مسئولياتها القانونية والأخلاقية بل سعت وتسعى لإعادة إنتاج منظومة الفساد والإفساد التي كافح شعب الجنوب للخلاص منها فتفشى الفساد والمحسوبية وتعطلت الخدمات الأساسية للمواطنين وتوقفت عن دفع الرواتب في ظل ارتفاع مستمر في أسعار السلع، بل ذهبت إلى التحريض ضد قيادة شعب الجنوب ومحاولة ضرب مبدأ التصالح والتسامح ونسيجه الاجتماعي والتقليل من دور التحالف العربي من خلال إظهار إن المليشيات الانقلابية لديها القدرة على خوض المعركة، كما جاء بخطاب رئيس حكومة الشرعية، كل هذا أوصل المجتمع إلى حالة من البؤس الذي لا يمكن الصمت عنه ويحدث كل ذلك رغم كل ما قدمه ويقدمه الأشقاء في التحالف العربي من مساعدات لتلك الحكومة التي بدلاً من أن تتجه للعمل في مساعدة السلطات المحلية بالمحافظات عمدت إلى إعاقة وإرباك وتعطيل نشاطها كما حصل مع محافظ حضرموت ولحج وشبوة وسقطرى والضالع ومحافظ عدن السابق، ولم تكتف بذلك، بل تم إبعاد محافظي المحافظات التي تمتلك الثروات والموارد من السلطة لتتمكن هذه الحكومة من العبث بمقدرات شعب الجنوب وثرواته، وكذلك عقاباً لهم على تمسكهم بالمجلس الانتقالي الممثل لشعب الجنوب وإرادته الحرة، كل ذلك خدمةً لأجندات مشاريع ومصالح أطراف وأشخاص معينة في الحكومة كما سبق الإشارة إلى ذلك، وفي هذا السياق وجب التأكيد على ما سبق تأكيده من مواقف معلنة من هيئة رئاسة المجلس الانتقالي بأن إعلان تشكيل هيئة الرئاسة، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي استحقاق وطني اقتضته ضرورات الواقع الجنوبي والحاجة الملحة لوجود كيان سياسي يمثل قضية شعب الجنوب كقضية محورية في أي تسوية لقضايا اليمن والجنوب الراهنة، بعيداً عن التمثيل الصوري المفتعل خلال المراحل السابقة التي لم تفض نتيجة ذلك إلى أي تسوية ناجحة لتلك القضايا بل زادتها تعقيداً، وتبعاً لذلك فتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي أتى كاستحقاق وطني جنوبي يلبي تطلعات شعب الجنوب ويحفظ نضالاته وتضحياته، وتعزيزاً واستمراراً في التصدي لقوات الانقلابيين (مليشيات الحوثي وصالح) ودحرها عن محافظات الجنوب والساحل الغربي من اليمن بدعم وإسناد قوات التحالف العربي وسيظل هدف إفشال المشروع الإيراني والتصدي لأدواته في اليمن (حلف صالح/ الحوثي) هدفاً رئيسياً للمجلس الانتقالي الجنوبي، وفي ذات السياق ننوه لخطورة سيطرة جماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن ممثلة بـ(حزب التجمع اليمني للإصلاح وأذرعها العسكرية والدينية الأخرى) على أجهزة الحكومة والرئاسة وقراراتها، وتوجيهها صوب تمرير مشروعها وإفشال التحالف العربي في حربه ضد قوى الانقلاب وأدوات المشروع الإيراني في اليمن والذي يعكس تلك التوجهات حرب الخدمات ضد الشعب في الجنوب، وافتعال الأزمات والفوضى الأمنية، وإثارة النعرات عبر وسائل الإعلام الرسمية والحزبية التابعة لتلك الجماعة، وندعو شعب الجنوب بمختلف أطيافه إلى عدم الانجرار وراء ذلك المخطط ومواجهته وإفشاله من خلال التمسك بقيم ومبادئ التصالح والتسامح والوئام الجنوبي (قولاً وعملاً) ونبذ كل العصبيات الجهوية والمذهبية والوقوف في وجه كل من يروج لها (بعلم أو بجهل) أياً كان وضد أياً كان فالجنوب وطن لجميع أبنائه بمختلف أطيافهم ومشاربهم السياسية والفكرية والاجتماعية ومن هذا المنطلق ندعو الجميع للوقوف إلى جانب قيادة السلطات المحلية في جميع محافظات الجنوب ودعمها في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه تطبيع أوضاعها الأمنية والخدمية والإدارية. وفي الختام نؤكد على الآتي: 1)الخروج بنتائج من اجتماعنا هذا تلبي تطلعات شعب الجنوب وبإجراءات تنفيذية وتصعيدية وفق إعلان عدن التاريخي. 2)العمل على تعزيز وتطوير الشراكة مع التحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني وأدواته في اليمن (حلف صالح/ الحوثي) ومواجهة جميع المخاطر التي تهدد أمن واستقرار دول المنطقة، وصولاً إلى إنجاز تسوية سياسية شاملة (آمنة وعادلة) لمختلف القضايا التي تأتي في مقدمتها قضية شعب الجنوب المحورية. 3)العمل على تعزيز وتطوير الشراكة مع التحالف العربي والدولي لمكافحة التطرف والإرهاب بمختلف أشكاله ومصادره. 4)نثمن باعتزاز وإجلال دعم ومساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شعب الجنوب في مواجهة حرب العدوان عليه وفي إعادة تطبيع أوضاع محافظاته (أمنياً وإدارياً وخدمياً واقتصادياً). 5)الوقوف إلى جانب مطالب الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ومصر من النظام القطري بوقف دعم وتبني التنظيمات والجماعات المتطرفة والعودة إلى الحضيرة الخليجية الحاضنة الطبيعية لشعب ودولة قطر وكل دول وشعوب الخليج العربي، والتخلي عن تبني ودعم جماعة الإخوان المسلمين التي لعبت دوراً في التأثير على العلاقة الطبيعية والأخوية بين دولة قطر ومحيطها الخليجي والعربي، وهو ذات الدور الذي يلعبه فرع الإخوان المسلمين في اليمن بالتأثير على العلاقة بين نظام الرئيس هادي والتحالف العربي وقوى الجنوب والوطنية التي حققت الانتصارات في مواجهة الانقلابيين. 6)الحشد من قبل شعب الجنوب إلى العاصمة عدن يوم 7/7/2017م لإسقاط كل المؤامرات والرهانات لوأد قضية شعب الجنوب، وكذلك التأكيد على استمرار رفض الاحتلال والاستبداد بكل أشكاله ومصادره. 7)العمل على ترسيخ مبادئ وقواعد العمل الوطني المؤسسي المنظم الذي يستوعب مختلف قوى ونخب الشعب الجنوبي وقدراتها من خلال البناء الهيكلي والتنظيمي للمجلس الانتقالي الجنوبي المحقق لتطلعات الشعب. صادق الدعوات لشهدائنا الأبرار بالرحمة والمغفرة، والحرية للأسرى والمعتقلين، ولشعب الجنوب موفور التقدم والازدهار وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية المستقلة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
بحسب موقع "عدن تايم"