تحت شعار "هويتنا جنوبية".. شعب الجنوب يحتفل بالذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة

احتفل شعب الجنوب بالذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان في 1963، معلنة بداية مرحلة نضالية جديدة ضد الاحتلال البريطاني، سبقتها انتفاضات في كل بقاع الجنوب... وجاءت تتويجا لتلك التضحيات.. حيث تمكنت هذه الثورة المنظمة بفضل تضحيات أبناء الجنوب من تحقيق الاستقلال وجلاء آخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر 1967، وقيام دولة الجنوب، التي شكلت أول دولة مستقلة في تاريخ المنطقة.

وفي هذا العام، وتحت شعار "هويتنا جنوبية"، شهدت محافظات الجنوب احتفالات متعددة بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، التي قاد المجلس الانتقالي الجنوبي تنظيم فعالياتها، بتوجيهات ودعم من الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، من منطلق أن ثورة 14 أكتوبر هي إرث خالد ونضال مستمر لتحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته وهويته وليست امتداد لأي ثورة.


*الرئيس الزُبيدي: "ثورة أكتوبر تجسد إرادة شعب الجنوب، ولن نتوقف حتى نحقق الاستقلال الكامل"*


في كلمته لأبناء الجنوب في الداخل والخارج، هنأ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي شعب الجنوب بالذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر، مشيرًا إلى أن هذه الثورة المجيدة لا تزال تلهم الأجيال المتعاقبة في مواصلة النضال حتى استعادة الدولة الوطنية الجنوبية المستقلة، مؤكدًا أن ثورة 14 أكتوبر تجسد إرادة شعب الجنوب في التحرر والكرامة، ومواصلة النضال حتى تحقيق الاستقلال الكامل واستعادة دولة الجنوب بهويتها وثقافتها.

وأضاف الرئيس الزُبيدي في كلمته، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يعمل بكل جهد من أجل تحقيق أهداف ثورة أكتوبر، وهو ما يتجسد في الدعم المتواصل للمقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية في مختلف جبهات القتال ضد الإرهاب والمخاطر التي تواجه الجنوب، معربًا عن فخره بصمود وتضحيات أبناء الجنوب في جميع المحافظات، ومشددًا على أن "هوية الجنوب ستظل حية ومتجذرة في قلوب أبنائه".


*مليونية الهوية الجنوبية.. حضرموت تصنع تاريخ حرية الجنوب*

شهدت مدينة سيئون بمحافظة حضرموت الفعالية المركزية حيث احتشد الآلاف من أبناء الجنوب في مليونية "الهوية الجنوبية"، استجابة لدعوة المجلس الانتقالي الجنوبي، رفع من خلالها المشاركون أعلام الجنوب ورددوا الشعارات التي تؤكد على التمسك بالهوية الجنوبية، ورفض أي محاولات لطمسها.

وفي كلمة عن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ألقاها المحامي علي هيثم الغريب عضو هيئة الرئاسة أشار فيها إلى الدور الكبير والمفصلي الذي لعبته حضرموت وأبناؤها في مراحل نضال شعب الجنوب التحررية الاولى والثانية ورفضهم الشديد لقرار الهيمنة الجهوية من قبل صنعاء واحتلال الجنوب.. وما قدمت حضرموت من شهداء صنعت بفضل الله فصلا جديدا من النضال من اجل الحرية.. بل واثبتت حضرموت انها هي التي تصنع تاريخ حرية الجنوب.

من جانبهما أكدت كلمات العميد الركن سعيد المحمدي، رئيس تنفيذية انتقالي حضرموت، والاستاذ محمد الزبيدي، رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس بوادي حضرموت، على أهمية تحقيق مطالب أبناء حضرموت في إدارة شؤنهم بأنفسهم في مختلف المجالات الإدارية والأمنية، مشيرين إلى إن هدفنا هو التحرر الكامل وإعلان دولة الجنوب الفيدرالية، ولن نخون تضحيات شهدائنا الذين قدموا أرواحهم في سبيل نيل الحرية".

وجاء في البيان الختامي للمليونية أن "حضرموت ستظل جنوبية، وأن أبناء المحافظة يؤكدون تمسكهم بالمجلس الانتقالي الجنوبي كحامل لقضية الجنوب والممثل الشرعي لشعبه"،ودعا البيان جميع القوى الجنوبية إلى التوحد خلف راية المجلس الانتقالي لاستكمال مسيرة النضال والتحرر.


*احتفالات شعب الجنوب بكافة المحافظات*


كما وشهدت محافظات الجنوب احتفالات واسعة النطاق بالذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر، تحت شعار "هويتنا جنوبية" حيث نظمت اللجنة العُليا للمناسبات الوطنية، بالتعاون مع الفيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالعاصمة عدن حفلاً فنيًا وخطابيًا كبيرًا بمناسبة هذه الذكرى الوطنية، الذي تخلله العديد من الفقرات الغنائية والشعرية التي تعبر عن إرث ثورة 14 أكتوبر وتضحيات أبناء الجنوب من أجل الحرية والاستقلال، والذي ألقى فيه عدد من الشخصيات القيادية في المجلس الكلمات التي كان من ضمنها كلمة الأستاذ علي الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي، رئيس الجمعية الوطنية، التي نقل في مستهلها تحايا الرئيس الزُبيدي لجميع الحضور، والتي أكد فيها بأن ذكرى 14 أكتوبر تمثل تتويجًا لنضالات شعب الجنوب، ونتاجًا لثورات وانتفاضات متتالية ضد المستعمر البريطاني استمرت لمدة 129 عامًا.

ونظمت القيادة المحلية المحلية للمجلس الانتقالي في محافظة المهرة فعالية جماهيرية كبرى في مدينة الغيظة عاصمة المحافظة جدد أبناء المهرة عهدهم بالمحافظة على وحدة الجنوب وصون هويته، مؤكدين أن وحدة الأرض والهوية الجنوبية هي أسمى أهدافهم، رافضين بقوة كل دعوات المشبوهة التي يروج لها أعداء الجنوب، مشددين على ضرورة التكاتف من أجل تعزيز الهوية الجنوبية وتحقيق هدف استعادة الدولة على كافة ترابها قبل العام 1990م.

والقيت خلال الفعالية كلمة للاستاذ سعيد سعدان رئيس هيئة للتطوير المؤسسي المساعدة لهيئة الرئاسة وأخرى للاستاذ مجاهد بن عفرار رئيس تنفيذية انتقالي المهرة اشاروا من خلالها الى أن المهرة تستكمل خريطة طريق تحقيق حلم أبناء الجنوب في الحرية والاستقلال على كامل ترابه واكدت الكلمات أن المهرة جزء أصيل من الجنوب وستكون الصخرة الجنوبية الصلبة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات، وان أبناء المهرة لن يتوانوا عن خوض المعركة الفاصلة إلى جانب اخوانهم الجنوبيين لتحقيق النصر المؤزر للجنوب.

ونظمت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في محافظة لحج حفل الفني والخطابي بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، تحت شعار "هويتنا جنوبية"، بحضور عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس وقيادات سياسية وعسكرية وامنية، تحدث فيها الأستاذ علي الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي، رئيس الجمعية الوطنية، بكلمة أشار من خلالها أن الاحتفال بثورة 14 أكتوبر في محافظة لحج "جاء تتويجًا لاحتفالات شعبنا بهذه الذكرى الخالدة على امتداد محافظات الجنوب، وهو ما يجدد التأكيد على أن الجنوب وطن ودولة وهوية على قلب رجل واحد، موجها تحيات وفخر واعتزاز شعب الجنوب وقيادته السياسية لاستبسال وشجاعة قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن، ورجال المتارس المرابطين في الجبهات.

من جانبه أشار وضاح الحالمي رئيس تنفيذية انتقالي لحج الى ان من هنا من لحج الثورة والنضال والفن والحضارة، نؤكد للجميع أن محاولات الاحتلال اليمني في السيطرة على أرض الجنوب ستفشل، كما فشلت محاولات الاستعمار البريطاني في الماضي، ولن تفلح محاولاته في شق الصف الجنوبي وضرب تماسك وتلاحم الجنوبيين لإثنائهم عن مطالبهم في استعادة دولتهم, كما وجهة اللواء الركن احمد التركي، محافظ لحج، التحية والعرفان للأبطال الميامين في جبهات المحافظة، الذين يصنعون بدمائهم وأرواحهم انتصارات الوطن، ويعيدون مع كل تقدم ميداني، الحياة والأمل في اقتراب الخلاص من كابوس الانقلاب ومشروعه الإرهابي والطائفي المتخلف، وشهدت الفعالية تقديم فقرات غنائية ورقصات شعبية وقصائد شعرية عكست روح الفخر والاعتزاز بالهوية الجنوبية، حيث ورفع الحاضرون في القاعة أعلام الجنوب مرددين شعارات الوفاء للوطن، مما أضفى على الاحتفال أجواء من الحماس.

وفي محافظة أبين، نظمت القيادة المحلية للمجلس بالمحافظة احتفالات رسمية في مختلف مديرياتها، تضمنت مسيرات وخطابات وعروض فنية ووطنية، تشيد بدور المحافظة في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني، وتعبر عن تمسكها بأهداف الثورة في الاستقلال، كما أقامت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة، احتفالًا استعرض خلاله تاريخ المقاومة ودورها المحوري في تحقيق استقلال الجنوب، كما شهدت محافظة سقطرى حفلاً خطابياً وفنياً نظمته القيادة المحلية للمجلس بالمحافظة احتوت فقراته على قصائد شعرية غنائية ورقصات شعبية قدمتها براعم سقطرى، وعكست روح الفخر والاعتزاز بالهوية الجنوبية، كما قدموا صيادو المحافظة استعراضي بحري بهذه المناسبة، حيث رفعوا العلم الجنوبي على قوارب الصيد، مرددين شعارات الوفاء للوطن، مما أضفى على الاحتفال أجواء من الحماس، وكانت القيادة المحلية للمجلس بمحافظة شبوة بصدد تنظيم احتفال مماثل، إلا أن استشهاد العقيد أحمد محمد السليماني، أركان اللواء الأول دفاع شبوة، أدى إلى تأجيل الاحتفالات في المحافظة.


*شخصيات قيادية: ثورة أكتوبر جسدت إرادة شعب يجب الحفاض على مكتسباتها*

وفي سياق الاحتفالات، وجه اللواء أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تهنئة للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي وشعب الجنوب بالذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر، وأشار في تهنئته إلى أن هذه الثورة المباركة هي رمز للوحدة والكرامة الجنوبية، مؤكداً أن المجلس الانتقالي ملتزم بتحقيق أهدافها والحفاظ على مكتسباتها.

وبارك راحج سعيد باكريت عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، نجاح الفعالية الجماهيرية في محافظة المهرة، والتي أقيمت بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر وأشار قائلا:"هنا الاستقلال والتحرير، هنا القول والفصل الذي لا يمكن تزويره، هنا بوابة الجنوب الشرقية"، مؤكدا أن الفعالية بعثت رسالة للقاصي والداني أن محافظة المهرة جنوبية الهواء والهوية، وإرادة أبنائها لا يمكن أن تُزيَّف، وعزيمتهم لا تنكسر، والقادم أجمل بإذن الله.

من جانبه، استعرض الدكتور صدام عبد الله، رئيس قطاع الصحافة والإعلام الحديث، في مقالًا له، أهمية الثورة في تشكيل الهوية الجنوبية وتحديد مسار النضال الجنوبي المستمر حتى اليوم.

وبدوره قال الدكتور باسم منصور، رئيس دائرة الإعلام والثقافة بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، أن كل الجنوب حقق فعل الثورة بشعب وقيادة تفانت نحو منجز بناء الدولة ومؤسساتها بطابع وطني خالص يضمن حقوق وواجبات الإنسان من خلال المواطنة المتساوية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وفي رسالة من القوات المسلحة الجنوبية، أكد المقدم محمد النقيب، المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية، أن القوات الجنوبية تستلهم دروس ثورة 14 أكتوبر في صمودها ومقاومتها لكل التحديات، قائلًا في رسالته للرئيس القائد الزُبيدي وشعب الجنوب: "ثورة أكتوبر تجسد إرادة النضال والمقاومة، ونحن اليوم نواصل هذا الإرث النضالي للدفاع عن الجنوب وحماية مكتسباته".

كما وجهت العديد من القيادات والشخصيات تهانيهم لشعب الجنوب والرئيس الزُبيدي بهذه المناسبة التي عبروا عن التأكيد والتمسك باهدافها لاستعادة وبناء دولة الجنوب.