المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة أزمة الصرف والتضخم الاقتصادي
وقف اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأستاذ علي عبد الله الكثيري، أمام الانهيار ال...
في الرابع من مايو عام 2017، شهد أبناء الجنوب حدثًا عظيمًا في تاريخه، تم فيه "إعلان عدن التاريخي" ، نتج عن هذا الحدث الكبير، تفويض شعب الجنوب "للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي"، في إنشاء كيان سياسي واحد لينقل معاناة وقضية شعب الجنوب( استعادة دولة الجنوب) بحدود ماقبل 90 في المحافل الإقليمية والدولية.
وأعلن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بعد أسبوع من إعلان عدن التاريخي، عن تأسيس هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممثل لقضية شعب الجنوب، وقد بذل الرئيس الزُبيدي جهودا كبيرة، وفتح العلاقات مع جميع المكونات الوطنية الجنوبية من أجل توحيد اللحمة الوطنية، من جانبها رحبت المكونات بهذا معلنةً انضمامها للمجلس الانتقالي بعد الحوار الوطني الجنوبي في مايو 2023، الذي انبثق عنه إعلان "الميثاق الوطني الجنوبي"؛ مما أدى إلى وصول معاناة وصوت شعب الجنوب إلى المجتمعين الإقليمي والدولي، إضافة إلى حضور وطرح قضية شعب الجنوب في مجلس الأمن الدولي ، وقد أصبحت فيه القضية جزءًا رئيساً للعملية السياسية الشاملة في المنطقة والعالم الذي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية.
تحول جوهري في مسار نضال شعب الجنوب
أشار الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، خلال كلمته التي ألقاها في الحفل الخطابي الذي نظمته اللجنة العليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات، بمناسبة الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي، تحت شعار" الجنوب بكل ولكل أبنائه" بحضور الفريق محمود الصبيحي، وزير الدفاع الأسبق، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، وعدد من وزراء حكومة المناصفة، ومحافظي المحافظات، والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية، ومدير مكتب المبعوث الأممي بالعاصمة عدن، السيد ادوارد جاكسون، إلى أن لحظات إعلان عدن التاريخي في الـرابع من مايو 2017م، شكّلت تحولاّ محوريا في مسار نضالات شعب الجنوب نحو بلوغ هدفه الأسمى، الذي قدم في سبيل إنجازه الآلاف من الشهداء من خيرة أبنائه.
وتابع الرئيس الزُبيدي قائلا: " إعلان عدن التاريخي جاء في سياق أحداث ثورة شعب الجنوب التحررية العظيمة منذ صيف 1994، ليمثل تجسيداً نضالياً عن استحقاقٍ تاريخيٍ تأخرَ وتعثرَ كثيراً طوالَ السنوات السابقة من عمر الثورة، بفعلِ فاعلٍ مستبدٍ بالجنوب، وجّه كل أدوات ووسائل طغيانه وفساده، لتمزيق اللحمة الوطنية لشعبنا وإفشال ثورته ووأد مشروعه التحرري الوطني في مهده، وجميعنا يتذكر تلك المخططات الممنهجة التي دأب عليها نظام صنعاء منذ 1994، لإخراج قضية شعب الجنوب من دائرة اهتمام المبادرات التي ترعاها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى هامشها، وفي مثل هذا اليوم أتى إعلان الرابع من مايو 2017 ليشكل تتويجاً لجهود عظيمة متراكمة بُذلت في سياق إنجاز استحقاق وحدة الكيان السياسي الحامل لقضية شعب الجنوب والمعبّر عن أهداف ثورته".
وأضاف الرئيس بقوله:"سبع سنوات مضت منذ إعلان عدن التاريخي، قطعنا خلالها شوطا كبيرا في ترسيخ وجودنا داخليًا وإيصال صوت شعبنا إلى دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي، وعملنا بكل تفانٍ وإخلاص على تعزيز حضور قضيتنا الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية، وسنعمل على مضاعفة جهودنا خلال الفترة القادمة على المستويين الوطني والخارجي حتى الانتصار لقضية شعبنا واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة".
ودعا الرئيس القائد، رعاة السلام في الإقليم والعالم، واصفًا بأن الوضع في البلد لم يعد يحتمل نهج التجريب والتقسيط والتأجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات، ومبينا وجوب عملية سياسية شاملة غير مشـروطة، مهيئة لحلول مستدامة لقضايا الصراع المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب، مشيرًا إلى أن شعب الجنوب لم يعد بوسعه التعاطي مع أي مبادرات لا تضع قضيته في طليعة جهود السلام، وإن التزام شعب الجنوب نهج التفاوض كأساس لحل قضيته، لا يغفل جاهزيته لأي خيارات أخرى، إن لزم الأمر.
وتطرق الأستاذ علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، خلال كلمته التي ألقاها في احتفالية الذكرى السابعة، للأهمية الكبيرة التي يحظى بها إعلان عدن التاريخي، وذكراه العظيمة التي شهدها شعب الجنوب، مستعرضًا ما تم تحقيقه من إنجازات عقب إعلان وتأسيس المجلس، وضرورة الحفاظ عليها مع التقدم لإحراز المزيد من الإنجاز في مسار تحقيق تطلعات شعب الجنوب.
*الرابع من مايو منعطف مفصلي في مسار ثورة الجنوب
في منشور له، قال الأستاذ فضل الجعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، أن الرابع من مايو لحظة مفصلية في مسار الثورة الجنوبية التحررية، وأنه كان الخيار الشعبي بالتفويض معبرا عن الإرادة الشعبية الجنوبية، في ذلك التفاف الواسع حول مشـروع استعادة الدولة، تمخض عنه تفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بإنشاء كيان سياسي لإدارة شؤون الجنوب، على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبنائه، وهو ما تحقق بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الحادي عشـر من مايو 2017، والذي مثّل تتويجا لجهدٍ تراكميٍّ لنضالات شعبنا الجنوبي بمساريه السلمي والكفاحي، الذي اختطهما الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية.
وأضاف الجعدي بأن المجلس الانتقالي الجنوبي في السنوات الماضية بذل جهودًا مضنية وحراكًا واسعًا على مختلف الأصعدة والمستويات، حقق فيها العديد من الإنجازات، وأقام بنية مؤسسية صلبة لحمل أهداف شعبنا وإدارة شؤونه وحماية مكتسباته، وتحقيق تطلعاته، وإشراك الجميع في العمل الوطني؛ إلى جانب قيادته الحرب على الإرهاب والتصدي لمليشيات الحوثي.
وأوضح الشيخ راجح سعيد باكريت عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أن الرابع من مايو يعد إنجاز تاريخي لما تحقق لأبناء الجنوب في الداخل والخارج، ناظرًا في الوقت ذاته الى مستقبل مشرق بجهود جميع المخلصين، رغم ما حصل من سياسيات قمعية وممنهجة هدفها شق النسيج الجنوبي وخلق أجواء سلبية فوضوية غرضها التأثير على الطود الشامخ (المجلس الانتقالي الجنوبي) الذي يحلق عالياً في سبيل تحقيق أهداف شعبنا التي خُلق من أجلها وفي ظلها.
ونوه باكريت، أن إعلان عدن التاريخي مستمد قوانينه من أبناء شعبنا الجنوبي وتفويضه الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي وقيادة سياسية وطنية جنوبية برئاسته، التي تحمل في طياتها دلالات كثيرة وجهود منقطعة النظير الأكثر إصراراً على مواصلة المسير نحو تحقيق الهدف المنشود بقيادة الرئيس الزُبيدي وكل الشرفاء الأحرار المخلصين من أبناءه.
وعبر الدكتور ناصر الخُبجي، رئيس الهيئة السياسية ووحدة شؤون المفاوضات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، خلال منشور له، أن الرابع من مايو يمثل يومًا مهمًا في تاريخ شعب الجنوب، حيث شهد الإعلان عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مضيفا بأن الإعلان جاء بعد حصيلة نضالات طويلة للحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، ونتيجة لسنوات من الكفاح في مواجهة التحديات والاحتلال والظلم والقمع الذي حاول طمس هوية وتاريخ دولة الجنوب.
وأوضح الدكتور صدام عبدالله، رئيس قطاع الصحافة والإعلام الحديث عضو الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، خلال تغريدة له على منصة أكس، أن الرابع من مايو كان فيه إعلان عدن التاريخي بمثابة شعلة أمل انارت دروب شعب الجنوب، متابعًا بأن ذلك شكل انطلاقة جديدة في مسيرة النضال لاستعادة الدولة الجنوبية المستقلة.
تفاعل كبير مع الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي
أشعل سياسيون وناشطون جنوبيون مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها منصة (أكس)، بوسم #اعلان_عدن_التاريخي، تزامناً مع الذكرى الـ7 لإعلان عدن التاريخي الذي فوض فيه شعب الجنوب الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لتأسيس كيان سياسي ممثل عن قضية شعب الجنوب، حيث أكدوا على أهمية التمسك الكامل بكل ما جاء في مضامين إعلان عدن التاريخي.
وأشادوا بالالتفاف الشعبي حول القيادة الجنوبية الباسلة بقيادة السيد الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، في دفاعها عن حقوق أبناء شعب الجنوب، وهدفهم المشروع المتمثل في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، حيث تطرقوا إلى أهمية دور التفويض الشعبي للرئيس القائد عيدروس في تشكيل قيادة سياسية لإدارة الجنوب برئاسته.
وهنأوا القيادة السياسية والعسكرية، وكافة أبناء شعب الجنوب المناضل بهذه المناسبة العظيمة الرابع من مايو 2017، مشددين على أهمية تعزيز الوعي والفهم حول أهمية إعلان عدن التاريخي كمرجعية سياسية وقانونية لشعب الجنوب، من خلال نشر رسائل إيجابية تعزز الانتماء وتوحد الصف لبناء مستقبل قوي ومستقر لإدارة الجنوب من خلال استكمال تحرير واستقلال وبناء واستعادة الدولة الجنوبية على حدودها المتعارف عليها دوليًا قبل عام 1990”.
وأوضح الناشطون والسياسيون الجنوبيون: “ كيفية تعزيز الوعي والفهم حول أهمية إعلان عدن التاريخي كمرجعية سياسية وقانونية لشعب الجنوب، من خلال نشر رسائل إيجابية تعزز الانتماء وتوحد الصف لبناء مستقبل قوي ومستقر لإدارة الجنوب، مجددين العهد على أن شعب الجنوب وقواته المُسلحة البطلة ثابتة وصامدة على الأرض في الدفاع عن أرض الجنوب.
وشهدت مختلف محافظات الجنوب فعاليات احتفالية بمناسبة الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي، معبرين من خلالها عن أهمية ذكرى الحدث العظيم الهادف لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي وتحقيق أهدافه.