أكد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن على الغرب أن يقبل بالواقع الجديد الذي تشكّل على الأرض في اليمن.
وطالب الرئيس القائد في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، بإعادة النظر في المحادثات المُخطط لها حول مستقبل البلاد، وتشكيلها وفقا للواقع الجديد الموجود على الأرض، ووضع قضية الجنوب في إطار خاص ومناقشتها بشكل منفصل في طليعة المحادثات.
وطمأن الرئيس الزُبيدي في سياق حديثه الدول الغربية، بأن الممرات البحرية والموانئ وحقول النفط في الجنوب، ستكون آمنة في إطار دولة الجنوب القادمة، والالتزام بجميع قواعد الأمم المتحدة والقانون الدولي"، محذرا من أن البديل للجنوبيين في السيطرة على الممرات الاستراتيجية، ليس سوى مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وأكد الرئيس الزُبيدي، استعداد المجلس الانتقالي، لإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة، لاستفتاء شعب الجنوب على الاستقلال، والالتزام بما تقرّه القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة فيما يخص الاستفتاءات، وكذا التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب.
وتطرق الرئيس الزُبيدي في المقابلة، إلى دولة الجنوب السابقة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، خلال الفترة التي أعقبت الاستقلال الوطني 1967، وحتى العام 1990م، مشيرا إلى أن تلك الدولة كانت لها مزاياها وعيوبها، ومن مزاياها أنك لن تجد شخصا واحدا بحاجة للمتطلبات الأساسية، كما أنها كانت دولة تحترم حقوق الإنسان.
وأضاف الرئيس الزُبيدي :" اعتدنا أن نُصنف على أننا اشتراكيون متطرفون، لكننا في الأساس مدنيون منفتحون، ووطنيون معتدلون، فلسنا إسلاميين متطرفين، ولا علمانيين، نحن وسطيون، كما أننا لا نحتضن أي حركة سياسية دينية".
وأشار الرئيس الزُبيدي إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الكيان الأكثر تنظيماً في محافظات الجنوب الثمان، بما في ذلك العاصمة عدن، كما أن لدى الجنوب قواته المسلحة القادرة على محاربة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وبخصوص الحوار الوطني الجنوبي، وما تبعه من عملية هيكلة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتعيين كل من العميد أبو زرعة المحرمي، واللواء فرج البحسني عضوي مجلس القيادة الرئاسي، كنائبين لرئيس المجلس الانتقالي، أوضح الرئيس الزُبيدي أن هذه الخطوة، لم يكن هدفها انتزاع السلطة، ولكنها كانت ضرورية لتعزيز تماسك الجنوب والاستعداد لأي هجمات للمليشيا الحوثية، التي تعزز صفوفها بشكل يومي، ويمكن أن تعاود شن هجماتها على الجنوب في أي وقت.
وعن أداء الحكومة، أكد الرئيس الزُبيدي بأن الوقت حان لتغييرها، لأنها باتت عاجزة، وغير قادرة على تقديم الخدمات الأساسية المطلوبة للمواطنين، كما أنه كان من الخطأ عدم وجود أي إمرأة في قوامها.
وأعرب الرئيس الزُبيدي في ختام حديثه للصحيفة البريطانية، عن حزنه لأن الحرب في أوكرانيا أدت إلى تلاشي الاهتمام بالأزمة الإنسانية في اليمن، مؤكدا أن اليمن بحاجة إلى اهتمام العالم أكثر من أي وقت مضى، حيث يُعاني المواطنون بشدة من انهيار قيمة العملة المحلية، ومن الفقر، وانتشار الأمراض والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.