في مقابلة مع "الجارديان" البريطانية.. الرئيس الزُبيدي يدعو إلى تبني استراتيجية شاملة لمواجهة مليشيا الحوثي
أكد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي...
أكَّد الأستاذ فضل محمد الجعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، خلال الحوار الذي أجرته معه الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة، أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يصمت عن القرارات الكارثية التي تستهدف شعب الجنوب وقضيته من قبل أي قوى كانت وسيواجهها بكل الوسائل المتاحة.
وقال الأستاذ فضل الجعدي، "إن المجلس الانتقالي مفوَّض شعبيا وحماية شعب الجنوب ومكتسباته السياسية أو الخدمية مسلمَّة لا تقبل الجدال من أي قرارات تستهدف إذلاله أو تجويعه أو تمسُّ مستقبله السياسي".
وذكر الأستاذ الجعدي، بأن هناك جهود كبيرة تقوم بها القيادة السياسية للمجلس الانتقالي ممثلةً بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بشكل خاص وهيئات المجلس عامةً لا سيما ذات الصلة بالشأن الخارجي في إيصال قضية شعب الجنوب إلى كل المحافل الدولية، مشيرًا إلى أن المجلس قد حقق نجاحات ملموسة في هذا المسار، ومتطرقًا في هذا السياق إلى زيارة الرئيس الزُبيدي إلى روسيا الاتحادية، الذي أكد بأنها ستنعكس إيجابا على مستقبل قضية شعب الجنوب نحو استعادة دولته.
وأوضح نائب الأمين العام للأمانة العامة، أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيدعم أي جهود مشتركه تهدف إلى محاربة الحوثيين في مختلف الجبهات دون الانحراف عن ذلك الهدف، مستعرضًا ما حققه المجلس عبر هيئاته التي كان من ضمنها ماقام به فريق الحوار الوطني الذي عقد أكثر من مئتين لقاء مع شخصيات جنوبية وكيانات بمختلف الطيف، ومتابعًا بأن هذه الجهود ستتكلل باللقاء التشاوري الذي سيعقد قريبا، والذي سينبثق عنه ميثاقا وطنيا جنوبيا يمثل منار هداية لمستقبل الجنوب.
وتطرق الأستاذ فضل محمد الجعدي إلى آخر تطورات عملية الهيكلة لهيئات المجلس الانتقالي، وماهية الخطوات المتبقية، حيث قال بإن العام 2023، سيكون عامًا حافلًا بالإنجازات المتطلع إليها، مجددا بأن موقف المجلس الانتقالي من موقف الأشقاء في التحالف العربي، وجاء نص الحوار:
*في البدء نرحب بالأستاذ فضل محمد الجعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، ويسرُّ الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة أن تجري معك هذا الحوار الذي نريد في مستهله الاطلاع عن أهمية زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، إلى روسيا، وما الذي ستحققه هذا الزيارة من نجاحات على قضية شعب الجنوب؟
- لا شكَّ بأن هناك جهود كبيرة يقوم بها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على وجه الخصوص وهيئات المجلس جميعا لاسيما ذات الصلة بالشأن الخارجي في إيصال قضية شعب الجنوب إلى كل المحافل الدولية وحقق الانتقالي في هذا المسار نجاحاتٍ ملموسة.. وعودا إلى سؤالك لم تكن هذه الزيارة الأولى إلى روسيا الاتحادية بل سبقتها زيارتان، إلا أن هذه الزيارة ذات أهمية كبيرة من حيث توقيتها في ظل تحولات يشهدها العالم في رسم خارطة جديدة في العلاقات من جهة ومدى تأثير روسيا الاتحادية في الشأن الدولي من جهة أخرى، كما أن روسيا تعد ذات تأثير كبير في صناعة القرارات الدولية.. حقيقة ستنعكس هذه الزيارة إيجابا على مستقبل قضية شعب الجنوب نحو استعادة دولته كما تؤكد المؤشرات.
*أثارت تصريحات العليمي الأخيرة عن قضية الجنوب حالة من الجدل والسخط، كيف تقرأونها؟
- لم يأتِ رشاد العليمي بجديد بل يتجدد موقفه القار في اللا وعي عن الجنوب وقضيته.. وعندما ننتقل إلى التاريخ في مرحلة توليه وزارة الداخلية في عهد عفاش فموقفه اليوم أشبه بالأمس حتى وهو يعتذر عن تصريحه كان اعتذاره مثلما تقول العرب: "طبَّ زكاما فأحدث جزاما".
العليمي وغالبية القوى الشمالية موقفها من قضية شعب الجنوب لم يتغير، ونحن في الجنوب لا نلتفت لهكذا تصريحات ونراها غير مسؤولة وغير مكترثة لمآلات تحديات هذه اللحظة الحساسة.
*ما تقييمك لطبيعة الشراكة مع مجلس القيادة الرئاسي، وما الذي تعكسه هذه الشراكة على الأرض؟
- نجدد التأكيد بأن موقف المجلس الانتقالي لن يكون إلا من موقف الأشقاء في التحالف العربي ومن حيث المشاركة في التشاورات التي نعيش ذكراها الأولى تلقينا في الانتقالي دعوة رسمية من مجلس التعاون لدول الخليج وحرصنا على إنجاح هذا التشاور كما حرصنا على تنفيذ اتفاق الرياض.. ومن الأهمية الإشارة بأن هذا الاتفاق قد جمع كل الأطراف المناهضة لمشروع الحوثيين -ذراع إيران في اليمن- أو هكذا يفترض ببعضها، إذ أن - للأسف الشديد- أطرافا تمارس تخادمها مع الحوثيين، ولذا نجد التعطيل من قبلها وليس أدل أن إرادة المواجهة ليس في أجنداتها...أما المجلس الانتقالي خاض المشاورات بمشروعه السياسي وبقضيته العادلة التي أجمعت كل القوى بما فيها ممثلون الدول الفاعلة على وضع إطار خاص لها في التفاوض الذي سترعاه الأمم المتحدة كما نص بيان مشاورات الرياض.. طبيعة الشراكة منذ عام تتجلى للرأي العام عن أطرافها ومدى الجدية لدى كل طرف وهو الحكم في ذلك.
*كيف يتعامل المجلس الانتقالي والشارع الجنوبي مع قرارات الحكومة المؤثرة سلبًا على المجتمع بمختلف الجوانب؟
- المجلس الانتقالي الجنوبي مفوَّض شعبيا من شعب الجنوب وحماية مكتسباته السياسية والخدمية واجبة من أي قرارات كارثية تتعمدها أي قوى تستهدف إذلاله أو تجويعه، ولذا لن يصمت المجلس الانتقالي وسيواجهها بكل الوسائل المتاحة.
*برأيك ما هي أسباب عدم تنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض، والأهداف التي تقف خلف ذلك؟
- أرد على سؤالكم بسؤال من المستفيد من نسف اتفاق الرياض؟
من لا يعنيهم معاناة الشعب ممن اختطفوا مؤسسة الرئاسة وفقدوا نفوذهم المعطل والمؤخر لاستعادة صنعاء... الذي عطل عمليات مواجهة الحوثيين هم المستفيدون...؛ ولذا جاءت مشاورات الرياض في أبريل العام الفائت لخلق توافقات وإشراك الأطراف الفاعلة على الأرض لإنجاز ما تم الاتفاق عليه.. اليوم بعد عام من المشاورات ومخرجاتها والتي أكدت على اتفاق الرياض، كذلك نجد أطرافا تسعى للتعطيل، وهذا التعطيل يخدم الحوثيين بقصد أو بدون قصد.
*ما هو موقف المجلس الانتقالي من التشكيلات العسكرية المستحدثة وما الهدف منها؟
- المجلس الانتقالي وقواته المسلحة الجنوبية وجدت لحماية مكاسب الجنوبيين التي تحققت بدماء الشهداء والجرحى ومعاناة ما يقرب من العقود الثلاثة والتصدي للمليشيات الحوثية التي تمثل العدو المشترك بيننا والتحالف العربي، لكبح مطامع إيران في المنطقة، ولذا حققت القوات المسلحة الجنوبية انتصارات ليست للجنوب فقط بل والمنطقة وحفظت أمنها القومي وبهذا الصدد سيدعم المجلس الانتقالي أي جهود مشتركة تهدف إلى محاربة الحوثيين في مختلف الجبهات دون الانحراف عن ذلك الهدف.
*هناك بعض الأصوات التي تحاول إظهار الفُرقة بين الجنوبيين، ماهو ردك عن هذا؟
- قد لا يكون ردي نظريا أقوى من وقائع الأرض فقد حرص الانتقالي منذ الوهلة الأولى لإعلان تأسيسه في كل وثائقه بأنه كيان جامع لكل الجنوبيين دون استثناء، من هنا اطلق المجلس الانتقالي فريقا للحوار الوطني الجنوبي داخليا وخارجيا وحقق نجاحات في هذا السياق ستكلل في الأيام القريبة باصطفاف جنوبي غير مسبوق من خلال مشاورات ينبثق عنها ميثاق وطني يؤسس لملامح دولة الجنوب الذي لن تكون إلا لكل وبكل أبنائها.
ولذا فإن شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص في هدف استعادة دولته ولن تستطيع تلك الأبواق المرجفة خلخلة هذا الصف بالمحاولات البائسة لحرفه عن مسار استعادة دولته التي شيّدت على مداميك التصالح والتسامح.
*ما هو تقييمك لنشاط مختلف هيئات المجلس الانتقالي للعام 2022؟ وماهي رؤية عمل المجلس للعام 2023؟
- حقق المجلس الانتقالي عبر هيئاته كثيرا من الإنجازات سواء ما يتصل منها بالداخل أو الخارج، وكان أبرز تلك المناشط التي تمثّل مكسبا جنوبيا تعزيز وحدة الصف الجنوبي، ما قام به فريق الحوار الوطني الجنوبي الداخلي والخارجي من عقد أكثر من مئتي لقاء مع شخصيات جنوبية وكيانات بمختلف الطيف، وهو ما سيتكلل ذلك الجهد باللقاء التشاوري قريبا والذي سينبثق عنه ميثاقا وطنيا جنوبيا يمثل منار هداية لمستقبل الجنوب مستلهما تجارب نجاح كثيرة في العالم.
الأمر الآخر نجاح الدبلوماسية الجنوبية وفتح آفاق جديدة لقضية شعب الجنوب، لاسيما الدول ذات التأثير في العالم، وكأي تجارب بشرية لا ندعي الكمال، فهناك ملاحظات هنا أو هناك، ولكن العام 2023 سيكون عاما حافلا بالإنجازات، وهذا ما نتطلع إليه وفقا للخطة السنوية.. ولا يفوتني هنا أن أتوجه بالشكر لكل الجهود التي تبذلها هيئات المجلس انتصارا لإرادة شعب الجنوب في استعادة دولته.
* هناك العديد من المؤشرات الداخلية والخارجية التي تبشر بحدوث تطورات إيجابية لقضية شعب الجنوب، ما هي أبرز تلك المؤشرات؟
- أعتقد أن سؤالكم هذا تم الإجابة عليه في أسئلة سابقة.. ولكن أبرز تلك التطورات في تقديري الموقف الإقليمي والدولي الإيجابي نحو قضية شعب الجنوب على المستوى الخارجي، أما على المستوى الداخلي وهو الأهم الحوار الوطني الجنوبي الذي يعمق اللحمة الجنوبية ويعزز التماسك الجنوبي ويوصد كل منافذ التربص للأعداء في تمزيق النسيق الاجتماعي، وهو مكسب جنوبي كبير سعى الانتقالي بكل هيئاته إلى الانتصار لهذه القيمة التي ستخلدها الأجيال.
* ماهي آخر تطورات عملية الهيكلة لهيئات المجلس الانتقالي؟
- عملية التطوير والتحديث تجري على قدم وساق من خلال فريق الهيكلة الذي أوشك على الانتهاء من المرحلة الثاني وهي المهام والاختصاصات، ثم تبقى المرحلة الثالثة التي ستتولى رئاسة المجلس الشروع بها وهي مراحل تم التخطيط لها بدقة.
المجلس الانتقالي بعد أعوام من تأسيسه بحاجة ماسة لتقييم تجربته والانطلاق نحو التغيير والتجديد والتطوير كما صرح بهذا الرئيس عيدروس الزُبيدي، وإذا كانت دول عظمى تسعى دوما إلى التطوير والتحديث لمواكبة حركة العالم المتسارعة نحو التطوير، فالانتقالي أحوج أن يسلك المسار نفسه كي يواكب ذلك التطوير داخليا وخارجيا.
- ختامًا.. هل هناك كلمة أخيرة تود إضافتها؟
تحية إجلال وإكبار- في هذه المناسبة العزيزة المباركة بحلول شهر رمضان الذي نعيش روحانياته- ونسماته- لشعب الجنوب وصموده الأسطوري.. من خلال صبره الذي أدهش العالم وحيّر الأعداء إيمانا منه بعدالة قضيته.. الخلود كل الخلود السرمدي لتلك الدماء الطاهرة لشهداء الجنوب التي روت تراب الجنوب الطاهر.. والشفاء للجرحى والحرية للأسرى.
ونجدد العهد أننا على دربهم سائرون بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي حتى استعادة دولة الجنوب الفدرالية المستقلة كاملة السيادة.