الرئيس الزُبيدي يتفقد عدداً من الوحدات العسكرية ويشهد تخرج دفعة جديدة من منتسبي اللواء الأول صاعقة

قام الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية، اليوم الثلاثاء، ومعه اللواء أحمد سعيد بن بريك عضو هيئة الرئاسة رئيس الجمعية الوطنية، بزيارة تفقدية لعدد من الوحدات العسكرية في العاصمة عدن، للإطلاع على الجاهزية القتالية لهذه الوحدات وأوضاع منتسبيها.

وأشاد الرئيس الزُبيدي، بما شاهده من انضباطٍ عاليٍ، وأداء قتالي لقوات المقاومة الجنوبية، والحزام الأمني، ودعاهم لمزيد من اليقظة ورفع الجاهزية القتالية، مشدداً على إيلاء الأهمية القصوى للتأهيل والتدريب العسكري، كونهما يمثلان روح المقاومة الجنوبية وجوهرها، لأداء واجبها بالدفاع عن تراب الوطن وتأمين حدوده.

وخلال الزيارة، شهد الرئيس القائد ومعه رئيس الجمعية الوطنية، تخرج دفعة جديدة من الدورات التدريبية من منتسبي  اللواء أول صاعق، وألقى في منتسبي اللواء كلمة هامة فيمايلي نصها:

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أٔشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد ...

الأخوة القادة، والضباط، وصف ضباط، وجنود اللواء الأول صاعقة

الحاضرون جميعاً أسعدتكم بالخير صباحاً

لا يسعنِ في البداية إلا التعبير عن بالغ فخري واعتزازي بكم أيها الأبطال المقاتلون وأنتم تستعدون في هذا اليوم للتخرج من ميادين التدريب إلى ساحات الكفاح والبطولة والإقدام، لتصنعون نصراً جديداً .. نصرٌ جنوبي ٌ يشابه الانتصارات التي صنعها وسجلها من سبقكم من رفاق السلاح وحُماة هذا الوطن الغالي.

اليوم، وفي ظل هذه المستجدات العسكرية التي تمثلت في الاعتداءات السافرة التي تنفذها جماعة الانقلاب الحوثي في مناطق مختلفة من بلادنا، والتي يعتقدون من خلالها أنهم قادرون على تغيير المعادلة العسكرية لصالحهم، متناسين دروس الماضي القريب الذي ستجددونه بسواعدكم وبنادقكم الصادقة مع الله ومع الوطن ومع المشروع العربي الذي تقوده دول التحالف في هذه المعركة، ليدرك الغزاة أنهم واهمون مثل كل مرة.

 

أيها الأبطال المقاتلون

اليوم تتوجهون إلى جبهات القتال في الضالع، واني والله أرى النصر في جباهكم، وأرى العزة والشجاعة فيكم، ولا أخاف عليكم شيئاً، فانتم اليوم وزملائكم ورفاق سلاحكم تخوضون معركة الدفاع عن المشروع العربي بقیادة المملكة العربیة السعودیة ودولة الإمارات العربیة المتحدة، ومثلما سجل الجنوبيون انتصارات سابقة، واثق من أنكم كذلك ستحصدون انتصارات كبیرة وستكسرون شوكة العدو، وسيعرف الجميع أنكم رجال قادرون على حمایة وطنكم والذود والدفاع عنه.

اليوم أيضاً ترفعون اسم الجنوب عالياً، تطردون محتلاً وتغيثون ملهوفاً وتنقذون أرواحاً بريئة من الموت المحقق، تضربون مثالاً عظیماً في التضامن والتكاتف والدفاع العربي المشترك. ولقد علمتنا ھذه الحرب دروساً وقیماً یجب أن نتسلح بھا دائماً للتغلب على كل التحدیات والمخاطر والتھدیدات التي سنواجهها في المستقبل.

 

یا جنودنا البواسل

إننا في المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الجنوبية لن نخذل التحالف العربي أبداً، وان الوقوف بكل قوة ضد مشروع إيران في اليمن يمثل لنا مبدأً لن نحيد عنه أبداً، مبدأٌٌ لا يقل أهمية عن مبدأ مكافحة الإرهاب، وان موقفنا هذا يأتي انطلاقاً من إيماننا بحماية الأمن الإقليمي لشبه الجزيرة العربية من كافة التهديدات والمخاطر، بالإضافة الى وجوب حماية الأمن القومي العربي، وعروبة هذه المنطقة وسلامة تاريخها ودينها ومستقبلها السياسي.

وهنا لا بد لنا أن نشير إلى أن تعمد إيقاف الجبهات الأخرى التي تشرف عليها جماعة الإخوان المسلمين لن يثنينا أبداً عن مقارعة الحوثيين وهزيمتهم وتحرير المناطق المحتلة من قبلهم ومساعدة المقاومة الوطنية في الشمال ودعمها بكل السُبل الممكنة، حتى استعادة مناطقهم من قبضة هذه الميليشيات الظالمة.

إنكم اليوم وبإسناد من دول التحالف العربي تخوضون حرباً حقیقیة ضد الانقلاب الحوثي، وتؤكدون من خلال مشاركتكم هذه التزامكم الكامل بالاستمرار في خوض ھذه المعركة حتى النصر المتمثل في تحقیق أھداف عاصفتي الحزم وإعادة الأمل بجانب اھدافنا الوطنیة العادلة.

وان مشاركتكم لهي الوفاء الحقیقي الذي نحثكم على الالتزام بنهجه والسير فيه، فمن ساعدنا على استعادة مناطقنا وبناء قواتنا وحماية أنفسنا يستحق منا أن نقف معه في كل المراحل وبدون استثناء، فنحن لسنا مثل غيرنا، فالوفاء عنوان  لنا ومنهج في كل المراحل القادمة.

 

أبنائي الأبطال

في مطلع نوفمبر الماضي، وفي أحد العروض العسكرية في العاصمة عدن، قلت لزملائكم إننا يجب أن نكون جاهزين دائماً لإسناد الجبهات بقوات إضافية متى ما طلب منا الوطن ذلك، ومتى ما احتاجتنا دول التحالف العربي، واليوم الوطن يحتاج إلينا فنحن لا نقبل أن تكون الأخطار محدقة بنا، ودول التحالف العربي أيضاً تحتاجنا بجانبها، ومثلما سجلنا حضوراً دائماً طوال هذه الحرب لا نريد ان نغيب مثل غيرنا، واليوم إنما نترجم هذه الالتزامات عملياً، ومن اعتمد على الله ثم عليكم كان النصر حليفه.

 

أیھا الرجال المقاتلون

أنتم اليوم تمثلون نواة حقيقية للجيش الجنوبي ضمن هذه التشكيلات العسكرية المنظمة، تسيرون بخطى ثابتة إلى الأمام نحو إعادة بناء مؤسساتكم العسكرية والأمنية التي ستحمون بها الوطن من الإرهاب والتطرف والأفكار الدخيلة، وستكونون بها عوناً وسنداً لمن عاونكم وساندكم، فنحن اليوم ودول التحالف العربي أصبحنا في خندق واحد وسنظل كذلك، فالمصير واحد والتحديات واحده والمستقبل واحد إن شاء الله.
إننا وبكل وضوح مستعدون أن نضحي مجدداً من أجل أهدف الوطنية المتمثلة في التحرير والاستقلال واستعادة دولتنا وحقوقنا السياسية الكاملة وغير المنقوصة، وان الجنوب لن ينهض إلا بجهود أبنائه المخلصين، الأوفياء، أنتم أبناؤه وبكم سيظل الجنوب عزيزاً وقوياً، فكونوا على قدر من المسؤولية.

 

الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار

الشفاء التام للجرحى والحرية لأسرانا الأبطال

المجد والخلود لشعبنا الجنوبي الباسل

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

30 أبريل 2019م