الرئيس الزُبيدي يدشن المجلس الانتقالي في لحج والضالع ويدعو للتصعيد ويحذر الشرعية

الحوطة / خاص

دشن رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، اليوم، أعمال الجمعية الوطنية والقيادة المحلية للمجلس الانتقالي في محافظتي لحج والضالع في مهرجان جماهيري حاشد مشترك احتضنته مدينة الحوطة عاصمة لحج.

ويأتي تدشين أعمال الجمعية الوطنية والقيادة المحلية بلحج والضالع بحضور أعضاء المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي، واللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، والمهندس عدنان الكاف، وفضل الجعدي، واللواء سالم السقطري، والعميد أحمد بامعلم، والعميد طيار ناصر السعدي، وسالم ثابت العولقي، والشيخ عقيل العطاس، والمحامية نيران سوقي، والدكتورة سهير علي أحمد، وعدد من الشخصيات العامة الجنوبية من السياسيين والعسكريين والأمنيين والثوريين، وبمشاركة جماهيرية واسعة.

وفي المهرجان، قال الرئيس الزُبيدي، ها نحن في المجلس الانتقالي الجنوبي، نحط رحالنا اليوم هنا في لحج، لتدشين القيادة المحلية والجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي في محافظتي لحج والضالع، ضمن خطة تدشين هيئات المجلس في محافظات الجنوب، وبناءه تنظيمياً وهيكلياً، استعداداً للمرحلة القادمة، وإن سعادتنا لا توصف اليوم، ونحن هنا في محافظة لحج الباسلة، التي انطلقت من قممها الشاهقة ثورة 14 أكتوبر المجيدة، ومنها ولدت الدولة الجنوبية بحدودها الجغرافية ذات المدلول السياسي المعترف به في الأمم المتحدة، قبل ان تتعرض لهمجية الضم والالحاق بعد فشل مشروع الوحدة اليمنية.

وأضاف: من لحج الباسلة ايضاً، وضالع الصمود، تم الحفاظ على جوهر الوجود الجنوبي، حينما سابق ابنائهما الى ايقاد جذوة التململ الجنوبي وأيقاظ مارد الحراك الجنوبي ضد نظام الاحتلال اليمني الشمالي، لتشتعل ثورة الجنوب في كل الارجاء والمحافظات الجنوبية، وهنا يحق لنا أن نعتبر لحج بكل مديرياتها ملهمة لنا جميعاً، في النضال والثورة والحرية والاستقرار والنهوض، وفي مقدمتها الحوطة وتبن اللتين يستحق ابنائهما التحية والتقدير، على تحقيق نموذج فريد في الاستقرار والامن والتلاحم بقيادة المحافظة التي لم تدخر جهداً في العمل والعطاء تستحق عليه الاحترام والاشادة، وفي وقت عصيب وحساس لا تزال فيه لحج تخوض معاركها في حدودها الشمالية والغربية التي يسطر فيها ابطال قبائل الصبيحة ملاحم بطولية ويسجلون انتصارات بأحرف من نور.

وأشار إلى أن المجلس الانتقالي دشن قياداته في عدد من محافظات الجنوب، كان آخرها محافظات ( شبوة وحضرموت والمهرة ) فكان الصوت هناك ملتحماً، معبراً عن التلاحم ورص الصفوف، خلف المجلس الانتقالي الذي اختاره شعب الجنوب ليكون ممثل سياسي وحامل لقضية الجنوب ومعبراً عنها في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية، كما عبر عن سعادتهم الكبيرة بالتلاحم الشعبي الجنوبي من المهرة حتى باب المندب، وهو ما جعلهم يحملون أرواحهم في أكفهم فداءَ للجنوب كل الجنوب ( شعباً وجغرافيا وقضية ووطن) وزاد فيهم روح التحدي والإصرار والإرادة بأن يحققون للشعب تطلعاته، وينتزعون استحقاقاته السياسية متمثلة بتحقيق استقلاله وبناء دولته، دولة الجنوب الفيدرالية الضامنة لاسترداد الحقوق والحريات وحماية الانسان وتحقيق التنمية والعيش الكريم.

وأكد أن المجلس الانتقالي يبني أسسه وقواعده التنظيمية بثبات، ويسير بثقة كاملة يستمدها من شعب الجنوب الباسل، الذي عجزت صنعاء وقواها واحزابها ومليشياتها عن هزيمته وإطفاء جذوة ثورته في سنوات ماضية، وفي ظروف أصعب وأكثر خطورة وتدهور من ظروف اليوم، وقال: لقد قاوم شعبنا الجنوبي طغيان صلف المحتلين بكل اشكاله، واستطاع تقزيم آلة القمع التي كان يقمع بها نظام صنعاء مسيرات الحراك السلمية منذ 2007م، فامتص شعبنا كل الجرائم والمجازر البشعة بروح الشعب الذي لا يقهر، والإرادة التي لا تلين، وكلنا ثقة أن شعبنا الجنوبي اليوم اصبح أكثر إصراراً وإرادة، وصار أكثر تلاحماً وتماسكاً، بعد انتصاراته التي حققتها مقاومته الجنوبية البطلة في ربوع هذه الأرض الحرة الطاهرة، أرض الجنوب التي رويت بدماء زكية، ولا يزال الابطال يرووها بدمائهم في مختلف جبهات الحدود الجنوبية، والخط الدفاعي المتقدم في جبهات الساحل الغربي.

وأضاف: أن صراعنا الجنوبي اليوم، مع نظام صنعاء ( الجديد القديم ) واحزابه التي مارست إحتلالاً كامل الأركان منذ غزو 94، وارادت تعزيزه بغزو 2015م، هو صراع إرادة وبقاء، صراع الانتصار للحق والقضية الجنوبية، صراع الحياة بحرية وكرامة او الموت بشرف وكبرياء، صراع الأمن والأمان والنماء من جهة والإرهاب ومموليه وداعميه من جهة أخرى، وسننتصر بإذن الله تعالى، ومن ثم بفضل الصمود والارادة الأسطورية التي سطرها ويسطرها شعبنا الجنوبي الحر.

واستطرد حديثه مخاطباً الجنوبيين بقوله: إنكم مثل ما انتصرتم ميدانياً، بمقاومتكم الجنوبية وقواتكم الأمنية والعسكرية، وطهرتم ارضكم من مليشيات ايران وأدواتها القادمة من الشمال، وانتصرتم على الوجه الاخر لها من جماعات الإرهاب والتخريب، ستنتصرون في المعركة السياسية الشرسة، التي يقودها مجلسكم الانتقالي، وبشائر الانتصار السياسي للجنوب، تلوح في الأفق، وتقترب يوماً بعد آخر.

وأوضح أن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، كممثل سياسي للجنوب وقضيته، حدثاً سياسيا فارقاً في تاريخ الجنوب الحديث، الذي ظل ممثليه وصوته السياسي مغيباً في المستويين المحلي والخارجي، بفعل الممارسات الممنهجة التي اتبعتها أحزاب ونظام صنعاء، للتحكم بمصير الجنوب وشعبه واذاقته المعاناة والويلات، ولهذا استنفرت تلك الأحزاب والقوى الفاسدة جهودها لمهاجمة المجلس الانتقالي ومحاولة اعاقته لتستمر في غيها وعبثها، ولكن.. لن يتحقق لها ذلك، فقد انتهى زمن الهيمنة السياسية والميدانية على الجنوب.

وأكد أن المرحلة التي نعيشها اليوم، هي مرحلة ألقت فيها التداخلات السياسية الإقليمية والدولية بظلالها على الوضع المحلي في الجنوب امنيا وسياسيا، وبشكل مباشر يربط بين الاحداث والتحولات المحلية والخارجية ببعضها امنيا وعسكريا وسياسيا وحتى اقتصادياً، وتتناوب فيها التطورات في عموم المنطقة العربية، ضمن متوالية سلسلة الصراعات والنفوذ في المنطقة، وهذا ما يتطلب يقظة أمنية، وسلوك سياسي متقن ومدروس، يمنع جر الجنوب الى الصراع المسلح، ويحميه من مشاريع الاستهداف العدوانية، ويعزز علاقة شعب الجنوب بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويمنح شعب الجنوب استحقاقاته السياسية التي على ضوءها ستنتهي كل اشكال المعاناة والظروف الصعبة التي يعيشها اليوم.

وقال إن ما تمر به عدن ومحافظات الجنوب اليوم، من حصار سياسي واقتصادي، وأوضاع معيشية واقتصادية وخدماتية متردية، هي سحابة صيف عابرة، وستزول حتماً بتلاحمكم ورص صفوفكم، وتلبيتكم للتصعيد الشعبي من اجل انهاء العبث وإزالة الضبابية التي تلبد المشهد الجنوبي اليوم، وإن كل ما يجري اليوم لمحافظات الجنوب، هو عمل مزدوج ومركب، من فشل سياسي وإداري للشرعية وحكومتها من جهة، ومن جهة أخرى مساعي متعمدة من قبل قوى وأحزاب فاسدة داخل الشرعية تستخدم السياسة لإلغاء الواقع الجنوبي الذي جسدته التضحيات الجنوبية الجسيمة، وهي ممارسات لها امتدادها ضمن سلسلة العبث والفساد والاستهداف الممنهج الذي مورس ضد شعبنا منذ عام 94 وما بعده.

وأضاف: كما ان تلك الأحزاب والقوى المنضوية تحت الشرعية، اغاضتها الانتصارات التي يسطرها ابطال الأمن والحزام الأمني والنخبة ضد الإرهاب وجماعاته التي تخرج من بين صفوف تلك الأحزاب والقوى المأزومة، وان رهاننا عليكم يا شعبنا الجنوبي، ورهانكم علينا كقيادة هي في الأساس منكم واليكم، لكنه رهان النصر الكامل للجنوب، رهان لا يخيب ولا يذبل، مهما حاول المأزومين ممارسة الأساليب الدنيئة، في استهداف نسيجكم الاجتماعي القوي، وترويج الإشاعات البائسة، ومحاولة تغذية الفتن وتبني دعوات التعصب والمناطقية، إلا ان شعبنا الجنوبي أكبر وأرفع قدراً ومستوى من هذه الممارسات العتيقة التي دأبت عليها صنعاء وقواها واحزابها الفاشلة والفاسدة، ومن هذا المنطلق، نؤكد لكم في لحج والضالع خاصة، ولكل شعبنا الجنوبي عامة، أن المجلس الانتقالي الجنوبي، هو مجلس الجنوب كل الجنوب، ولن يقصي أحد، او يهمش أي مكون سياسي جنوبي يحمل تطلعات الشعب الجنوبي ويناضل من اجل تحقيق الهدف المنشود.

وجدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزُبيدي، التأكيد على أن المجلس الانتقالي مستمر وبكل ثقة في استكمال بناء قياداته وهيئاته في محافظات الجنوب ومديرياتها، واستيعاب أكثر قدر من القيادات المحلية، ومكافحة الإرهاب بكل صوره واشكاله، وأشاد بالانتصارات التي تحققها أجهزة الامن والحزام والنخبة في استئصال شأفة الإرهاب، كما جدد التحذير من استمرار الممارسات السياسية العتيقة بحق شعبنا الجنوبي، ومحاولات إعادة انتاج الأحزاب المتورطة بالجرائم والملطخ تاريخها بتعذيب الشعب والتسبب بمعاناته الطويلة، لنفسها تحت مسميات جديدة تتوائم مع تحركات مليشيات الحوثي وصالح ومن خلفها إيران وقطر.

وجدد دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في التدخل العاجل لانهاء عبث الحكومة وقوى الشرعية التي تحاول جرهم الى مربعات طالما تجنبناها اثباتاً من المجلس الانتقالي لحسن النوايا في الشراكة بإدارة محافظات الجنوب وحماية القواسم المشتركة التي انقلبت عليها الشرعية، كما دعا شعب الجنوب الى التصعيد الشعبي وعدم التوقف عنه، إلا بتخليص الجنوب من بقايا الواهمين بممارسة الاستبداد والفساد والهيمنة الاستعلائية.

ومن جانبه قال عضو المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نتوجه إلى جميع الأبطال في القوات الحضرمية والشبوانية والحزام الأمني في محافظات أبين ولحج والضالع وعدن بالتحيات الحارة، وأشكرهم على صمودهم البطولي، ونطلب من جماهيرنا في جميع المحافظات الالتفاف حول المجلس الانتقالي وأجهزته الأمنية وقواته المختلفة التي تقوم بحماية المواطنين والممتلكات بشكل عام.

وطالب الجميع بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لكشف الخلايا المندسة والمزروعة وسط أبناء الجنوب، وتعهد بانتزاع تلك العناصر الإرهابية التي هي عدوتهم، كما أعرب عن أمنياته للجنوب والجنوبيين بتحقيق الانتصارات وتتويجها بالنصر الكبير والمؤزر.