لدى افتتاحه الدورة الرابعة للجمعية الوطنية.. الرئيس الزُبيدي: ندعم جهود الجمعية وأدائها وتفعيل دورها الرقابي

افتتح الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية اليوم الأربعاء، ومعه اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية الدورة الرابعة للجمعية الوطنية تحت شعار "استكمال تنفيذ اتفاق الرياض مطلبنا واستعادة الدولة غايتنا" والتي تستمر يومين.

وفي الافتتاح الذي حضره أعضاء رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ورؤساء لجان الجمعية وأعضاؤها، وكذا رؤساء دوائر الأمانة العامة وشخصيات اجتماعية وسياسية وقادة عسكريون وأمنيون، وإعلاميون، ألقى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي كلمة أشاد فيها بجهود الجمعية الوطنية مند تأسيسها .

وأكد الرئيس الزُبيدي الدعم الكامل لجهود الجمعية الوطنية، بما يكفلوتفعيل دورها الرقابي بكافة مؤسسات الجنوب.

وأثنى الرئيس الزُبيدي على دور التحالف والمملكة العربية السعودية في متابعتها الجادة في تنفيد ما تبقى من اتفاقية الرياض.

في ما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس الزُبيدي:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الهادي الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين. 
الأخ رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية 
الأخوات والأخوة أعضاء الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي
الحاضرون جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسـرني أن أكون حاضراً معكم اليوم لأبارك انعقاد اجتماع الدورة الرابعة للجمعية الوطنية، محيياً جهودكم ونجاحاتكم منذ انعقاد الدورة الثالثة وأشد على أياديكم وكلي ثقة بأنكم الأقدر على تحمل المسؤولية والاضطلاع بأدواركم التي نصت عليها لوائح المجلس ووثائق تأسيس الجمعية الوطنية، آملاً أن تكون هذه الدورة محطة محورية لتقييم نشاط الجمعية وهيئتها الإدارية وتحقيق نقلة نوعية في نشاطها ودورها الريادي كمؤسسة تشـريعية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على عاتقه قضية شعب الجنوب الوطنية والتعبير عن إرادته وتطلعاته وحقه في تقرير مصيره والعيش الكريم على أرضه واستعادة وبناء دولته على كامل أراضيها بحدودها المعروفة قبل 21 مايو 1990م. 
إن الجمعية الوطنية تمثل العصب الحيوي للمجلس الانتقالي الجنوبي كونها تضم بصفوفها خيرة المناضلين الذين نراهن على دورهم الوطني وحضورهم الفاعل في كل أرجاء الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وينبغي عليهم بذل مزيداً من الجهود على المستوى الوطني والمجتمعي، والتعبير عن مطالب الشعب، وتشجيعهم على الاندماج وتفعيل مؤسسات الدولة الجنوبية، لأننا في مرحلة الانتقال من الثورة إلى مرحلة الدولة وهي من أصعب المراحل في مسارات الشعوب التحررية.
أيها الأخوات والأخوة: 
تنعقد دورتكم اليوم وهناك اخوة وزملاء لنا فرغت مقاعدهم ولم يحضـروا معنا في هذه الدورة لكنهم حاضرون في وجداننا وضمائرنا التي تهتز لذكراهم، واخوة وزملاء رحلوا بين الشهادة والتضحية، صدقوا وأوفوا، وقد كانوا بجانبنا وخلفنا وأمامنا قيادات عسكرية وسياسية تصدروا مواكب الخلود، لهم الرحمة والغفران، ولهم العهد بأننا لن نحيد عن الهدف التحرري الجنوبي، هدفهم وهدف كل شرفاء الجنوب.
الأخوات والأخوة رئيس وأعضاء الجمعية الوطنية:
إن وحدة النسـيج الاجتماعي الجنوبي هي حجر الـزاوية في مـدماك البناء المؤسـسي المجتمعي الوطني الجنوبي؛ لذلك لا تستغربوا من الحملات الإعلامية المضللة المعادية التي تحاول ضرب نسيج الجنوب والنيل من منجز التصالح والتسامح الجنوبي العظيم ذلك المنجز التاريخي الذي يتعزز بالسلوك والممارسة وأصبح مبدأ وطني غير قابل للمساومة.  
نعم سنظل متسامحين لبعضنا ونمد ايادينا لكل جنوبي ولقد نجحنا بذلك رغم المصاعب ووجدنا ان العفو عند المقدرة من شيم الرجال وان التسامح الاخوي مهما كانت الجراح مبدأ ديني وأخلاقي وإنساني وإن الجنوب لن يكون إلا لكل وبكل أبنائه وبناته. 
الأخوة والأخوات .. ممثلي شعب الجنوب:
تنعقد الدورة الرابعة للجمعية الوطنية وشعبنا الجنوبي يعيش مخاض مرحلة عصيبة جراء تكالب الأعداء واستمراءهم في استخدام مختلف أساليب الحرب، وممارسة العقاب الجماعي الممنهج الذي وصل حد استهداف معيشته وحرمانه من الخدمات الأساسية، ومحاولة إعادة إنتاج سيطرة ونفوذ قوى الاحتلال القديمة المتجددة من خلال السعي لحرف نضال شعبنا، وإجباره على التراجع عن مشروعه الوطني، أو إشغاله عن قضيته الوطنية بملفات أخرى.
إلا أن وعي شعبنا الجنوبي وإدراكه لما يحاك ضده من مؤامرات قد أفشل كل رهانات أعدائه، وأثبت إنه الأقدر على فرض خياراته والحفاظ على مكتسباته الوطنية من خلال ثبات موقفه، وتحمّل ومواجهة المصاعب والمتاعب التي تحاك ضده. إذ يواجه حرب الخدمات، ويقف خلف قيادته السياسية التي فوضها لقيادة مسيرته نحو استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة.
وإننا ومن موضع القيادة والمسؤولية التي أولانا إياها شعبنا قد بذلنا خلال السنوات المنصـرمة منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ولا زلنا نبذل كل الجهود، ونكرس كل الإمكانيات المتاحة للارتقاء بقضية شعبنا وتعزيز مكانته ميدانياً وسياسياً، لتمثيل تطلعاته وإيصال صوته إلى كافة المحافل الإقليمية والدولية، وقد حققنا وانتزعنا مكاسب وضعت قضية شعب الجنوب في صدارة الأولويات وفرضته كواقع على الأرض لا يمكن تخطيه أو تجاوزه.
الأخوات والأخوة رئيس وأعضاء الجمعية الوطنية:
تنعقد دورتكم هذه في ظل منجزات عظيمة تحققت لشعب الجنوب مخضبة بدماء الشهداء الأبطال، وبجهود كل مناضلي الجنوب وفي مقدمتهم أبطال القوات المسلحة الجنوبية الذين نحني لهم الهامات وأياديهم قابضة على الزناد بمواقع الشـرف والبطولة في الجبال والسهول وبطون الأودية بجبهات مواجهة الغزو الحوثي، وحماية الجنوب، وتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب، والمساهمة في إطار شراكتنا الاستراتيجية الدائمة مع دول التحالف العربي بما يخدم أمن المنطقة ويحميها من كافة التهديدات، وبما يضمن تحقيق الهدف الوطني لشعب الجنوب.
تلك المنجزات العسكرية والامنية التي تم تتويجها سياسيا وانعكست مضامينها في اتفاق الرياض الذي خضنا فيه حوارات ومفاوضات طيلة عام وأكثر برعاية كريمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة ومشاركة فاعلة من دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث لا زالت قيادة التحالف العربي تبذل جهود كبيرة حتى اللحظة لتنفيذ ما تبقى من بنود ذلك الاتفاق.
الأخوات الأخوة الحاضرون جميعاً:
إن معركتنا مع الإرهاب معركة وجودية منذ وطأت جحافل الغزاة دعاة الإرهاب والتطرف والفكر الضال أرض الجنوب الطاهرة صيف عام 1994م، بناء على فتاواهم التكفيرية التي أرادت أن تجعل من أرض الجنوب موطناً بديلاً للجماعات الإرهابية لكسـر إرادة شعب الجنوب، ومن أجل تهديد الأمن والسلم الدوليين، تلك الجماعات الإرهابية التي عاثت فساداً بممارسة الترهيب الفكري وتغيير مناهج التعليم وخلق بؤر متطرفة، وتنفيذ أعمال الاغتيالات والتفجيرات والقتل الجماعي.
ونجدها مناسبة لنجدد ونؤكد على المضـي قدماً في محاربة الجماعات الإرهابية والمتطرفة، حتى تأمين وحماية الجنوب من هذه الآفة، ورغم إننا نواجه الإرهاب بإمكانيات محدودة، وبجهودٍ فردية دفاعاً عن أممنا الوطني، والأمن القومي للمنطقة، والأمن والسلم الدوليين، إلا إننا لن نتوانى عن مواصلة معركتنا المستمرة ضد الإرهاب حتى اجتثاثه وتجفيف منابعه.
الأخوات والأخوة:
تأتي هذه الدورة في ظل تسارع الأحداث على المستوى الإقليمي والدولي، حيث يحشد رعاة العملية السياسية جهودهم بدعم من المجتمع الدولي لمحاولة وضع حد لهذه الحرب وايجاد تسوية سياسية عادلة، إلا ان الصلف والتعنت الحوثي كان ولازال عائق امام كل مساعي السلام وكل المبادرات السياسية السابقة والأخيرة.
ولقد حددنا موقفنا المبكر والداعم للسلام والاستقرار، والرافض لبقاء أي مهددات تمس أمن المنطقة بصفتنا شركاء فاعلين على الأرض، وأعلنا ذلك للمجتمع الدولي اننا ولا زلنا ندعم عملية سياسية شاملة وحقيقية تعكس واقع الأطراف على الأرض، وتبحث مسببات وجذور الأزمة، وفي طليعة ذلك ضمان حضور المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لقضية شعب الجنوب في كافة مراحل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.
ولا يسعني في هذا الموقف الا التأكيد على دعمنا الكامل لكم في كافة مهامكم الوطنية، وسنكون بجانبكم دائماً، على العهد الذي قطعناه على أنفسنا منذ اليوم الأول.
الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين، والنصر لشعبنا الجنوبي العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته