وجّه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مساء اليوم الأحد، كلمة هامة لأبناء شعبنا الجنوبي في الداخل، حول الاجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد الذي يضرب معظم دول العالم.
وبدأ الرئيس الزُبيدي كلمته التي وجهها لشعب الجنوب قائلاً: "انطلاقاً من التزامنا التاريخي أمام شعبنا وبناءً على تفويضه لنا بموجب إعلان عدن التاريخي، واستشعاراً بما تتطلبه اللحظة إزاء انتشار وباء كورونا المستجد وما يشكله من خطر يهدد شعبنا فقد بادرنا ومنذ وقتٍ مبكر لتدارس المشكلة والتوجهات الكفيلة بمواجهة الوباء وباشرنا في اتخاذ عدد من الاجراءات الاحترازية اللازمة".
وأكمل الرئيس الزُبيدي حديث"إن العالم يمر بوضع استثنائي عسير جراء فيروس كورونا وإن هذا الوباء يشكل خطراً علينا أكثر من غيرنا لا سيما في ظل تردي النظام الصحي وانعدام الأجهزة والإمكانيات الكفيلة بمواجهة هذا الوباء كما هو معمول به في بقية دول العالم".
وواصل حديثه قائلاً:" تبعاً لذلك وفي إطار التوجيهات الإرشادية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية سنعمل قدر المستطاع وبتعاونكم وتكاتفكم معنا نستطيع تجاوز الأزمة بإذن الله سبحانه وتعالى بأقل الخسائر وكلنا أمل بأنكم لن تتوانوا عن تنفيذ تلك الارشادات والتي سيتم بثها لكم عبر كافة وسائل الإعلام الجنوبية المرئية والمسموعة والمقروءة".
وتابع الرئيس الزُبيدي :"إن تلك الإجراءات تتطلب تقييد التحركات والتجمعات والفعاليات بجميع أشكالها فإن هذا الأمر لن يتحقق دون تعاونكم وتجاوبكم مع الأجهزة الصحية والأمنية والإدارية المعنية بمتابعة إجراءات التعامل مع هذا الوباء وفق إرشادات منظمة الصحة العالمية".
وخاطب الرئيس الزُبيدي الشعب قائلا: "إننا في وضع استثنائي لذلك يتوجب اتخاذ إجراءات استثنائية وتعاون كافة الأطراف مع جهودنا في مواجهة هذا الوباء بتوفير مايلزم وعليه نهيب بمنظمة الصحة العالمية وكافة المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالتدخل العاجل على الأرض لإنقاذ شعبنا وإغاثته بالغذاء والدواء والأجهزة والمعدات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا المستجد والتي ستكون تبعات انتشارها كارثية".
وأضاف الرئيس الزبيدي "في الوقت ذاته ندعو كافة القوى السياسية على اختلاف توجهاتها إلى تجاوز جميع الخلافات البينية وتوحيد الجهود للتعاون والتكاتف لمواجهة هذا الوباء الخطير الذي يهددنا جميعاً آملين من الجميع استشعار المسؤولية أمام شعبنا المغلوب على أمره الذي يعاني ويلات الحرب والدمار والأوبئة في آن واحد".
ومضى الرئيس الزبيدي في كلمته قائلا:"استشعاراً منا بحجم المسؤولية أمام شعبنا، بادرنا تشكيل لجنة طوارئ معنية بمتابعة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد مكونة من كافة الأجهزة والجهات ذات الصلة".
وأكد الرئيس على ضرورة التنسيق مع التحالف العربي لتشديد الإجراءات الأمنية لحماية الحدود البحرية أمام الهجرة غير الشرعية القادمة من دول القرن الأفريقي تفادياً لانتقال الفيروس وتنفيذ إجراءات الحجر الصحي المنصوص عليها من قبل منظمة الصحة العالمية".
ولفت إلى أن لجنة الطوارئ التي شكلها المجلس تعمل مع الجهات الصحية ذات الاختصاص لتجهيز أماكن للحجر الصحي في كافة محافظات الجنوب للتحفظ على أي أشخاص يشتبه حملهم للفيروس على نحوٍ مماثل لما تم إعداده في العاصمة عدن".
وأكد الرئيس القائد على إنه وجّه الأجهزة الأمنية بفرض مناطق حظر ومنع التجوال في حال ظهور الوباء في أي منطقة لمحاصرته ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى.
كما وجّه بتشكيل فرق على مستوى كافة محافظات ومديريات الجنوب وربطها بلجنة الطوارئ المكلفة، لمتابعة وتعميم الإجراءات الوقائية على كافة مناطق الجنوب واتخاذ اللازم".
وشدد الرئيس الزُبيدي على الجهات المعنية بضرورة تعقيم المناطق الآهلة بالسكان وفقاً للامكانيات المتاحة والعمل بالتعاون مع الجهات الصحية ذات الاختصاص ووسائل الإعلام لتلخيص الارشادات والتوجيهات الصحية والوقائية الكفيلة بمواجهة هذا الوباء وتعميمها ومتابعة المستجدات.
وحثّ الرئيس الزبيدي منظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية للاسهام الفاعل في وقاية المجتمع وحمايته من الوباء"، مؤكدا "إننا أمام تحدٍ عصيب يستلزم منّا الصبر والتعاون والتكاتف وعليه نهيب بكافة المواطنين الالتزام الجاد بالارشادات الصحية والوقائية المتعارف عليها، وعلى رأسها البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة، تفقدوا بعضكم بعضا وأستعينوا بروح التعاون والتراحم، حفظكم الله جميعاً وحماكم وجنبكم كل شرٍ ومكروه".