اللواء/ أحمد بن بريك : بيان المجلس "خارطة طريق" بالنسبة لهدفنا النهائيّ نحو انتزاع الدولة واستعادتها

أجرت صحيفة "4 مايو" حوارًا مهمّــًا وصريحًا مع اللواء / أحمد سعيد بن بريك ,رئيس الجمعيّة الوطنيّة للمجلس الانتقاليّ الجنوبيّ؛ تطرّق فيه إلى آخر مستجدّات الأوضاع على السّاحة الجنوبيّة, وموقف الجمعيّة الوطنيّة للمجلس الانتقاليّ أمام العديد من القضايا والمواضيع المتعلقة والمرتبطة ــ بشكل مباشر ــ بـ عمل المجلس وتشكل محورًا أساسيًا وهدفًا رئيسيًا من أهداف المجلس الانتقالي ــ لا سيّما ــ تلك المرتبطة بـ مصير قضيّة شعب الجنوب وهدفه المتمثّـل في استعادة الدولة الجنوبية ، كما تطرّق الحوار مع اللواء/بن بريك إلى النتائج الايجابية والنجاحات التي حققتها قيادة المجلس الانتقاليّ والأسباب التي دفعت بالقيادة السياسية لشعب الجنوب إلى إلغاء الاحتفال بالذكرى الـ"55" لثورة (14) أكتوبر,وغيرها من القضايا والمواضيع المهمّة التي أثراناها معه في ثنايا الحوار التالي :
-لماذا تمّ تأجيل خطاب رئيس المجلس اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي , المفترض إلقائه يوم السبت 13 أكتوبر؟
نرحب بك وبصحيفة (4مايو)، أولاً من خلال لقائنا نريد أن نكون شفافيّين وواضحين، وصريحين ؛ مثل ما عاهدنا شعبنا أن نكون في طرح المسائل ، نحن في المجلس الانتقاليّ أولًا نعتبر أنّ هيئة الرئاسة ، هي القيادة الجماعية لشعب الجنوب، وتشكّل القالب السّياسيّ لها ؛ حيث تقود شعب الجنوب نحو برّ الأمان للوصول إلى هدفه النّهائي، والحصول على الاستقلال واستعادة الدولة...حقيقةً : نحن مع شعبنا، وأتينا؛لنكون وسط الناس ، نستشعر بـ آلامهم ومعاناتهم ، وبالتّـالي نقودهم بطريقة سلسة وحضاريّة في إدارة الجنوب وإدارة المؤسّسات، وإخضاعها لقيادة تحقق لهم مطالبهم في العيش الكريم والاستقلال، نحن منذ أن أتينا أثناء صدور بيان (3 اكتوبر) من هذا العام ؛ حيث يعدّ هذا البيان خارطة طريق بالنسبة لهدفنا النّهائي الاستراتيجيّ ، نحو انتزاع الدّولة واستعادتها واستقلالها...
أؤكّـد بأنّنا لم ، ولن نتراجع في مقرّرات البيان,وخارطة الطّـريق التي صدرت في (3 أكتوبر) ؛ لكن جاءت ظروف تحتم علينا أن نتّخذ قرارًا عقلانيّــًا للحفاظ على الدّماء الجنوبية ــ بعدم الاقتتال ــ حيث كانت هناك خطة معدة ضمن احتفالات أكتوبر بـ أن تكون هناك احتكاكات؛وبالتالي من خلالها يعاد سيناريو (28/29يناير) من هذا العام ... إعدادات متشنّجة جدًا وإرهابية تجاه شعبنا؛لذا فضّلنا تأجيل الاحتفال إلى مناسبة تكون فيها الظّروف متاحةً اقتصاديًا ومعيشيًا للنّاس...هذا جانب،أمّا الجانب الآخر استخدام "الفيتو" على المجلس من دول إقليمية،ودول ضمن مجلس الأمن
وأمام هذا "الفيتو" كان لنا مراجعة مع سيناريو معدّ للمواجهة، في حالة تمّ رفضنا وعدم انصياعنا لهذا الضغط الذي شكّل علينا ، يحقّق لهم أهدافهم التي كانوا يريدون تحقيقها.
أنا أتحدّث كـ رجل عسكريّ ، وأشبّه الموقف للإعداد لـ خطة عسكرية،لهجوم لواء عسكريّ، واتخذ الاتجاه الرئيسي للهجوم ؛ فإذا اكتشفت أنّ العدو أكتشف اتجاه الهجوم،ويعدّ لي كمائن لحصد أكبر خسائر من القوة التي أنا أمتلكها، وبالتالي المغامرة في دخولها ستؤدي إلى خسائر بشرية وماديّة في المعركة، وبالتالي خسران المعركة ، هنا القائد الحكيم كيف يتّخذ القرار بدلاً من أن يخسر المعركة يغير في التّكتيك...لذا نحن فضّلنا أن نغيّر التّكتيك، وتنفيذ بياننا في (3 أكتوبر) هو مطلب لشعبنا،من أجل عدم إذلاله في معيشته واستقراره،وهذا "ليس معيبًا" فاكتشفنا أنّ شعبنا صدم مثل ما صدمنا نحن بمواقف مقابلة من قبل "الفيتو" الذي استخدم ضدّنا ؛ فقلنا خيرها في غيرها ، ونحن مازلنا متمسكين وغيرنا التكتيك وأقسمنا يمينًا إنّ أهدافنا وخارطة طريقنا الذي حددناها في البيان لن ننأى عنها عاجلًا أم آجلًا.

- ما البديل حاليًا بعد ما تمّ تأجيل العمل على البيان الذي أصدر كـ خارطة الطريق للمجلس الانتقالي؟
نحن نطالب شعبنا بـ أن لا ينكسر ؛ بل يظلّ من خلال مؤسساته يستمر في "العصيان" بجميع المؤسسات والمرافق في العاصمة عدن ، وبقيّة المحافظات الجنوبية،والتّصعيد يكون على شكل مراحل إلى أن يستوعب الكلّ مبدأ الإدارة الذّاتيّة للحافظات الجنوبيّة، تحت إطار المجلس الانتقالي الجنوبيّ.

-هل هذه المراحل الزّمنيّة محدّدة بـ توقيت معيّن أم لا؟
عادةً القائد العسكريّ يهمّه نجاح العمليّة ــ في هذه الحالة شيئان لا يفشيان : المكان والزّمان! ــ.

- أليس هناك توقّعات لكم بـ أن يفقد المجلس شعبيّته على الأرض؟
طالما أنّ شعبنا العظيم العنيد واثق فينا وفوّض اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي بقيادته نحو تحقيق الانتصارات التي حصلت والآتية بـ إذن الله؛فليثقوا بـ أنّنا على العهد باقون...ونحن واثقون بـ أنّ الشعب يريد الحرية والسلام، وثقتهم أمانةعاهدناهم عليها,ولن نخذلهم طال الزمان أم قصرــ بإذن الله ــ.

-في المستقبل:بماذا سيكون فرض الواقع شعبياً أم عسكرياً؟
هو عملية "العصا والجزرة" ، فلابدّ أن تكون الجزرة بجانب ومرتبطة بالعصا، فهذا مبدأ نجاح ونحن والحمد لله لدينا من القوى لصدّ أيّ اعتداءٍ على شعبنا ومكوناته الاجتماعية والدفاع عنه ، ولدينا شعب عنيد في تحقيق أهدافه والوصول إلى الهدف الاستراتيجي نحو تحقيق استعادة الدولة والاستقلال.

-بعد هذا "الفيتو" الذي استخدم على المجلس الانتقاليّ ؛ هل هناك وعود جدّيّة أعطيت لكم للتّحرّك فيما بعد؟
من أولى نتائج قراراتنا الصائبة التي اتّخذناها ، أنّ هناك ردود فعل إيجابية خارجية وداخلية ؛ فمثلاً تلك القوى تعمل بشكل وثيق مع أعداء الجنوب كشفنا النقاب عنها وعن ثقلها وعن وجودها في الأرض ؛ من خلال المهرجان الذي أعدوه وسحبنا أنفسنا منه،عرفت هي حجمها وعرف العالم حجمها على الأرض...الشيء الثاني
الموقف العقلاني الناضج للمجلس الانتقالي في هذه الظروف،ليس جبنًا وارتدادًا ؛ بل هو صيانة وتنفيذ خارطة الطريق بـ أقلّ التّكاليف،ونأمل أن يستوعب ذلك كلّ شبابنا وناشطينا وشعبنا خلال هذه المرحلة ؛ فنحن لسنا بصدد فعلٍ وردّ فعلٍ ؛ بل بصدد أن نصل بالسفينة إلى برّ الأمان.

-ما حقيقة ما ظهر في المواقع الإخبارية ، حول مشاركتكم في طاولة المفاوضات في جنيف كـ طرف رئيسيّ؟
نحن لا نعتمد على التّصريحات، ولا على الوعود ــ غير المكتوبة علنـًا ــ نحن نعتمد على اتّخاذ قراراتنا الصائبة على الميدان وتنفيذها على الواقع.

- يعني دعيتم إلى المشاركة بـ شكل رسميّ أم لا ؟
لا تعليق.

- وصفكم الرئيس/هادي في خطابه المتلفز بـ حراك إيران ؛ بالرغم أنّـكم كنتم معترفين بـشرعيته هو شخصيًا رئيس دولة ماردّكم حول ذلك ؟
أنا عندي تعليق بسيط من كتب خطاب الرئيس؛هو المسئول عنه؛وليس الرئيس... هذا تعليقي فقط...!

-كلمة أخيرة توجّهها إلى شعب الجنوب؟
أودّ أن أقول :"أتمنى من أبناء شعبنا أن يستوعبوا هذا الظرف المعقّد الذي نعيش فيه،ونقول لهم في أطار الملعب ليس فقط المجلس الانتقالي ، بل دول ومخابرات دول لقوى معادية،وبالتالي على المجلس الانتقالي وعلى شعبنا أن يكونوا جاهزين للتّصدّي لهذه القوى والصّدمات من وقت لآخر...ونحن علينا في المجلس الانتقالي جمع المعلومات،ونجنيب شعبنا المخاطر التي تحدّق به،وأيضًا : تحقيق الهدف بـ أقلّ الخسائر...