الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي في لقاء مع صحيفة "عدن تايم": لا خلاف لدينا مع الـرئيس هادي ولن يشارك المجلس في الحكومة

حاوره/ عبدالرحمن أنيس - عن صحيفة عدن تايم

في مقر الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي في منطقة جولدمور بمدينة عدن، التقيت بأمين عام المجلس أحمد حامد لملس، كانت الكهرباء منقطعة كعادتها في هذه الأيام من كل صيف، وهو ما دفعني إلى اختزال الكثير من الأسئلة التي كانت في جعبتي، رغم حماس الرجل وتلقائيته وسخونة إجاباته.

الصراحة والجرأة سمتان ملازمتان للرجل الذي سبق وان شغل منصب محافظ شبوة، ويتحدث بثقة عن مستقبل المجلس الانتقالي الذي يبدو من خلال التنظيم الذي شاهدته لدى زيارتي لمبنى الامانة العامة ومكاتب الدوائر التابعة له انه يتجاوز وصف المشروع المؤقت الذي حرص مناوؤه على الصاق هذا التوصيف به ، حيث يشاهد الزائر تنظيما مؤسسيا يشعرك انك امام عمل مستدام ومنظم .. حاولت في هذا الحوار تسليط الضوء على عدد من القضايا بينها أسباب تشكيل الأمانة العامة للمجلس التي أعلنت حديثا، وكذا موقف المجلس الانتقالي الجنوبي من عدد من المستجدات على الساحة المحلية وعلاقته بالمكونات الأخرى، وطبيعة العلاقة بين المجلس والشرعية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تطرقنا اليها في هذا الحوار.. وهاكم الحصيلة :

1 - بعد أكثر من عشرة أشهر على تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، ما الذي دفعكم الى انشاء أمانة عامة للمجلس ؟ 

سبق انشاء المجلس الانتقالي الجنوبي تراكمات ورصيد نضالي للحراك الجنوبي بمختلف مكوناته منذ عام 2007 ، الى ان جاءت الحرب الجائرة على عدن والجنوب في صيف 2015 ، وهذه كانت مرحلة مفصلية ادت بعدد من قيادات المجلس الانتقالي الى تحديد خيارهم السياسي .

المجلس الانتقالي أسس بتفويض شعبي للقائد عيدروس الزبيدي ، وبالتالي كان لابد من أن يتخذ خطوات مؤسسية ويتجه نحو بناء مؤسسي واضح ومحددة معالمه واتجاهاته ، هذا العمل المؤسسي نتج عنه تكوين عدد من الهيئات التابعة للمجلس منها الجمعية الوطنية وهيئات القيادة المحلية في المحافظات والمديريات ، وبالتالي كان لا بد من أمانة عامة تربط وتنظم العملية ما بين الهيئات حتى لا يكون هناك خلط ومزج بين هذه الهيئات .

العمل المؤسسي يتطلب وجود أمانة عامة تنظم العمل ، وبالتالي الأمانة العامة هي جهاز تنفيذي لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي التي تترجم كل قراراته السياسية الى أعمال ميدانية وتربط قنوات الاتصال والتواصل مع المواطنين .

2-ما هي آلية العمل في دوائر المجلس الانتقالي الجنوبي ؟

نحن حديثي النشأة كأمانة عامة ولكن بادرنا باقرار خطط عمل في رئاسة المجلس وفي اطار هيئات القيادة المحلية للمحافظات والمديريات التي بدأت بتجهيز عملها وبدأنا نشرف عليها مباشرة حتى تسود الطرق النظامية بين قيادات الدوائر بكادر نوعي متخصص ، وشعب الجنوب غني بهذه الكوادر .

نحن لا نقتصر على من يقوم بجدول وظيفي يومي ، ولكن لدينا عدد من الخبرات والكوادر التي لا يستهان بها سواء في المجال الأكاديمي أو في المجال السياسي والوطني .

3-ما هي خطط وأنشطة المجلس لتفعيل الدوائر خلال الفترة القادمة ؟

الدور القادم سيكون عبر القيادات المحلية للمحافظات والمديريات ، وسيكون عبر التواصل معهم لعمل مباشر يلمسه المواطن بشكل مباشر ، وبالتالي تعكس سياسات المجلس وقراراته مباشرة على المحافظات والمديريات ، سيكون لنا نشاط في القطاع الشبابي والطلابي وفي قطاع المرأة ، وستكون هناك ندوات ولقاءات سياسية سينفذها الكادر الاكاديمي والشخصيات السياسية والاجتماعية في المحافظات .

لدينا أيضا نشاط ثقافي قريبا وهو احياء الموروث الشعبي الجنوبي ، كل هذه الأنشطة هي لتثبيت موضوع الهوية وتعزيز الدور الوطني .

4-كيف تقيم علاقة المجلس بالمنظمات المدنية والمنظمات الدولية العاملة في عدن ؟

بدأت علاقات المجلس مع المنظمات الدولية بشكل جيد ، كان هناك شيء من القصور في بداية التكوين الا انها تعززت مؤخرا ، سواء على مستوى المنظمات العاملة في عدن او على مستوى دوائر المنظمات الخارجية ومنها الأمم المتحدة .

أكيد تابعتم الزيارات التي قام بها وفد الأمم المتحدة ووفد حقوق الانسان وسفير مبعوث السويد لدى اليمن وليبيا ، كثير زيارات ولقاءات دبلوماسية تمت منها المعلن ومنها غير المعلن .

5-وكيف هي علاقة المجلس بالمكونات السياسية الجنوبية التي تحمل ذات الهدف لكنها لم تنضوي في اطار المجلس ؟

المجلس فيه مختلف المكونات الجنوبية ومختلف ألوان الطيف السيسي الجنوبي ، ونحن نتفق مع من هم في المجلس ومن اختلفنا معهم في انشاء المجلس الا اننا نتفق على هدف واحد وهو جنوبنا الحبيب واستعادته .

6-يعني هذا ان هناك تواصل مع المكونات التي تحمل ذات الهدف ولم تنضوي في اطار المجلس ؟

تم فتح علاقة ولا زلنا نناشد ان العلاقة الجنوبية - الجنوبية يجب ان تستمر وتتواصل ، والمجلس شكل لجنة للتواصل وبدأت هذه اللجنة باللقاء بالكثير من الرموز والشخصيات والكوادر والشباب الجنوبيون الذين لهم بعض التحفظات حول المجلس ، وبدأ التواصل معهم في الخارج منذ يناير وما زالت اللقاءات مستمرة ، وسيبدأ حاليا التواصل في الداخل .

ونحن في أدبياتنا نؤكد أن الجنوب لكل أبنائه وبكل أبنائه وبالتالي يجب أن نستوعب الجميع حتى من اختلفنا معهم يجب أن نستوعبهم ونحترم اراءهم وتبقى العلاقة معهم علاقة ود ونحن هدفنا واحد .

7-ما هي رؤية المجلس الانتقالي للمستقبل السياسي في عدن والجنوب ؟

نحن نؤمن ان المستقبل لجنوب قادم آمن ومستقر بنضج ووعي أبناءه الذين سيحافظون على دولتهم كدولة نظام وقانون ، وضعنا سيكون أكثر ديمقراطية ومدنية ، أبناء الجنوب بعد كل المراحل التي مرت بهم أصبحوا ناضجين ، وجنوب اليوم ليس جنوب 67 ولا 86 ولا 94 .. جنوب اليوم اختلف تماما مهما تباينت وجهات نظرنا السياسية الا اننا نتفق على هدف واحد وهو اننا جميعا نحافظ على بعضنا وننشد دولة مدنية يسودها نظام وقانون .

8-هناك من يرى ان النعرات المناطقية التي طفت على السطح بعد حرب صيف 2015 باتت تشكل خطرا على الحلم الجنوبي ؟

النعرات هذه تديرها كثير من المطابخ التي تتمنى ان تتعزز هذه النعرات وتقوم بنبش جراح 86 وغيرها ، نحن نؤكد أننا تجاوزنا هذا الامر وزدنا تلاحم وتماسك ، وعلينا ان ننبذ كل من يظهر هذه السلوكيات .

شعب الجنوب اليوم اكثر وعي مما سبق ، وما حدث في يناير 2018 أثبت حسن سلوك وتماسك أبناء الجنوب بشكل عام ، أرادوا لهم أن يتناحروا فرفضوا أن يتناحروا .. أمروهم أن يقتتلوا فرفضوا أن يقتتلوا ، كان هناك وعي حتى عند أفراد الحماية الرئاسية من أبناء الجنوب كانوا ناضجين وتعاملوا مع ابناء المقاومة الجنوبية باخاء وسلم ، برغم ما خسرناه من ضحايا .

9- هناك من يقول بان المجلس الانتقالي لم يترك الحكومة تعمل وتقدم الخدمات في عدن ولم يقم بدورها في تحسين الخدمات .. ما تعليقكم ؟

المجلس الانتقالي ليس حكومة ولا بيده موازنة دولة ، ولو ان الحكومة قامت بدورها الخدمي لما وقفنا ضدها أصلا وخرجنا نطالب بتغييرها ، نحن عملنا هو عمل سياسي ونسعى لاستعادة دولة ، ولا رغبة لنا في كراسي الحكومة لاننا اصلا اتينا منها ونزلنا من الكراسي بارادتنا .

المجلس الانتقالي لم يكتمل عام على تاسيسه ولكن هناك خدمات لها أكثر من عام ولم ينفذوها ، وصيف هذا العام هو أشبه بصيف العام الماضي والذي قبله ، ثلاثة سنوات منذ تحرير عدن ولم نشاهد تطور في الخدمات على الاطلاق .

 وبالتالي هذا عذر واهي فنحن لم نمنع أي مؤسسة خدمية من تقديم خدماتها او ان تقوم بدورها ولكن هناك عجز حكومي هو الذي منع هذه المؤسسات من تقديم خدماتها ، ونحن طالبنا بتغيير فاشلين ولم نمنع خدمات .

10-اليوم بعد مرور ثلاثة أشهر على دعوتكم بتغيير الحكومة ألا ترون أنه لم يتحقق شيء ولم يتم تغيير الحكومة التي طالبتم بتغييرها ؟

الدعوة خرج لها الشعب ، ولا زلنا متمسكين بها حتى اللحظة ، نحن احترمنا تدخل التحالف العربي في هذا الامر ، ولكن هناك فرق في تفكير الحاكم السياسي الحريص على شعبه وبين التفكير القروي الريفي القبيلي الذي يفكر بعناد ولا تهمه العواقب ، نحن طالبنا بتغيير اشخاص فشلوا في تقديم أي شيء واستبدالهم بكفاءات ولكن هناك تعنت في موضوع التغيير وكأنه لا يوجد غير هذه الشخصيات الموجودة ، مطلبنا بتغيير الحكومة لا زلنا مصممين عليه ولم يعد مطلبنا فقط اليوم بل اصبح مطلب اقليمي واممي .

11-هل تتوقع لاحقا عودة رئيس الحكومة الى عدن او استمرار الوضع عليه كما كان قبل يناير 2018 ؟

لا اتوقع عودته ، واتوقع ان يحصل تغيير استجابة لمطالب الشعب .

12-قيل عند انتهاء احداث يناير 2018 ان هناك اتفاقا على اشراك المجلس الانتقالي في الحكومة ، ما صحة ذلك ؟

المجلس الانتقالي لن يشارك في الحكومة ، واذا طلب منه سيختار من الكفاءات والكوادر من خارج القيادة الرسمية للمجلس ، لسبب بسيط هو انه من قبل ان يكون في قيادة الانتقالي لن تكون له نزعة سلطة .

13- يعني لم يتم أي عرض حكومي لكم بهذا الشان من قبل ؟

لا ، لا يوجد ، ولن نقبل عرض.

14-ألغيت مؤخرا زيارة المبعوث الاممي الى عدن وبرر هو ذلك بانه لدواع امنية ولوجستية .. الم تستطيعوا طمانة المبعوث الاممي بشأن زيارته الى عدن ؟

نحن كنا تلقينا برنامج زيارة وموعد القدوم واستعدينا لذلك ، وكان أبناء عدن والجنوب فرحين بقدومه ليوصلوا رسالتهم الشعبية ، الا ان زيارته الى عدن لم ترق وازعجت الحكومة التي بدورها أوصلت للأمم المتحدة بعض المحاذير ، وبالتالي هو اليوم ( الاثنين 9 ابريل ) سيلتقي برئيس المجلس وقيادات من رئاسة المجلس وستسلم له رؤية المجلس للمرحلة القادمة .

15-كيف هو مستوى التواصل مع الجهات الدولية الدبلوماسية الخارجية ؟

دائرة العلاقات الخارجية تقوم بدور ايجابي ، نحن في تواصل مستمر مع عدد من الدوائر العربية والدولية حتى يستوعبوا رسالتنا .

كان في السابق هناك كثير من اللغط وكثير من الاستفهامات حيث كنا ننعت ويصفنا البعض باننا متمردين ونقود ميليشيات مسلحة ، ولكن بتواصلنا مع هذه المنظمات عرفت حقيقة الامر وعرفت حقيقة من هم موجودين على الارض ، ونحن نستمد قوتنا من شعبنا لا نستمدها من مصالح ذاتية ولا من مصالح حزبية ضيقة .

16-ما أبرز ما أنجزه المجلس الانتقالي الجنوبي حتى الان ؟

رغم الفترة الوجيزة الا ان المجلس حقق الكثير من الخطوات الايجابية في استكمال الهيكلية السياسية المؤسسية ، اليوم المجلس الانتقالي يعتبر حامل سياسي للقضية الجنوبية .

كان في السابق لا يلتقي سفراء بالمكونات الجنوبية ، اليوم تتم لقاءات على مستوى رفيع ويتم بعث رسائل لهم ، بل نحن اليوم نجلس على طاولة مفاوضات ، هناك فرق بين اين كنا بالأمس واين اصبحنا اليوم .

17 – ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم ؟

يؤرقنا الجانب الخدمي ، ونشعر انه يجب ان تصل الخدمات لكل مواطن ، الاشكالية الامنية هناك دور للحزام الامني والنخبة الحضرمية والشبوانية في مكافحة الارهاب واستتباب الامن الا ان هذا الدور يفسر تفسير عدائي من قبل بعض أجهزة الحكومة ، ولا زلنا نبحث كيف نقنعهم ان هؤلاء رجال امن ، كما لازلنا نتمنى على بعض المحسوبين على المؤسسة العسكرية والامنية ان لا يرعوا الارهاب او ان يشرعنوا له عبر الغاء قوات الحزام والنخبة .

18- مسألة تعيين محافظ لعدن ، عدن الى اليوم بلا محافظ ، هل المجلس هو من يعرقل تعيين محافظ جديد او انه خارج هذه المسألة تماما ؟

هذا موضوع يخص الدولة ، لكن نحن نقول اننا موجودون على الارض ونقول ان تجاوز المجلس الانتقالي غير ممكن ولن يكون وبالتالي عليهم التعامل مع من هم موجودين في الارض معاملة الاخاء والاحترام .

19 – كيف هي علاقة المجلس بالرئيس هادي ؟

لا خلاف لدينا على الرئيس هادي ، خلافنا على من هم دونه .

20- اليوم بعد اقتراب اكتمال عام على تاسيس المجلس ، وبعد اقالتكم من منصب محافظ شبوة بسبب انتماءكم للمجلس ، هل لا زلت مقتنع بصوابية قرارك بالانضمام للمجلس الانتقالي ؟

لم اكن مقتنعا بقرار مثل اقتناعي بقرار انضمامي للمجلس الانتقالي .

21- هل مورست عليكم ضغوط قبل الاقالة ؟

مورست علينا ضغوط بخيارات ، اما ان نختار المنصب او نختار خيارنا السياسي ونتحمل مسؤوليته ، وكنا سعيدين باختيارنا هذا ، وسعيدين بكل نتائجه .

22- رسالة اخيرة تود قولها ؟

علينا ان نكبر وننضج بحجم حبنا لهذا الوطن وان نعمل معا ونؤمن باننا لا نستطيع ان نلغي بعضنا وعلينا ان نتعامل مع بعضنا بمصالح وطنية مشتركة .