الزُبيدي يُدشن الجمعية الوطنية والقيادة المحلية للمجلس الانتقالي في شبوة

عزان / خاص 

دشن رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي القائد اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، اليوم، الجمعية الوطنية والقيادة المحلية بمحافظة شبوة في مدينة عزان.

الحفل الذي يعد الثاني بعد تدشين الجمعية الوطنية والقيادة المحلية في العاصمة عدن، بدأ بآي من الذكر الحكيم أعقبها ترديد النشيد الوطني الجنوبي والوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على روح شهداء شبوة والجنوب، بحضور عدد من أعضاء المجلس الشيخ صالح بن فريد العولقي، وأحمد لملس، واللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، وعضو المجلس رئيس الدائرة المالية بالمجلس المهندس عدنان الكاف، وفضل الجعدي، واللواء سالم السقطري، والعميد طيار ناصر السعدي، وعضو المجلس الناطق الرسمي للمجلس سالم ثابت العولقي، وشخصيات قبلية واجتماعية ونضالية وثورية بارزة وكذا مشاركة جماهيرية وشعبية كبيرة، وبالمقابل أكد أبناء شبوة مساندتهم ودعمهم للمجلس الانتقالي الجنوبي حتى استعادة دولة الجنوب، كما تخلل الحفل تقديم فقرة فنية بعنوان &الجنوب أغلى وطن&، ورقصة شعبية لأبناء شبوة ومساجلة شعرية.

وألقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد اللواء الزُبيدي، كلمة وجه في مستهلها تحية الأحرار الثوار لجماهير شعب الجنوب والأحرار في شبوة الإباء والشموخ، وقال: ونحن ندشن في هذا اليوم التاريخي أعمال القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة الأبية في سياق برنامج إشهارنا للقيادات المحلية لكافة محافظات جنوبنا العربي، أحييكم وأحيي دماء شهداء ثورة شعبنا السلمية ومقاومتها الوطنية، مجددين العهد على المضي صوب إنجاز الأهداف العظيمة لشعبنا ولثورتنا ولمقاومتنا والمتمثلة في استكمال تحرير الجنوب وتحقيق استقلاله وإقامة دولته المدنية الفيدرالية المقتدرة على تحقيق تطلعات كل أبناء الجنوب بالاستقرار والنماء والوئام والرفاه.

وأضاف: نحييكم يا أبناء شبوة الأصالة، ونحيي أدواركم النضالية والوطنية التي اجترحتموها على مدى سنوات الثورة والمقاومة ضد قوى الاحتلال، وضد جحافل الغزاة الباغيين وأذرعهم الإرهابية المدحورة، فقد كانت شبوة رائدة وسبّاقة في احتضان ملتقيات التصالح والتسامح الجنوبي وانطلاق مارد الحراك السلمي الجنوبي المبارك، والمقاومة الجنوبية البطلة.

واستطرد حديثه بالقول: أيها الإخوة يأتي تدشين القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي والجمعية الوطنية للمجلس كاستحقاق وطني جنوبي لاستكمال البناء المؤسسي للمجلس الذي بات إطاراً سياسياً مرجعياً يعول عليه الكثير من مهام تمثيل الجنوب، وقضيته وبناء مؤسساته المدنية والعسكرية والأمنية وصولاً إلى الانعتاق من ربقة الاحتلال والاستلاب وتحقيق الاستقلال به وطناً ودولة وشعباً وهوية، ومن هذا المنطلق فأننا في المجلس الانتقالي الجنوبي لن نتهاون عن مواجهة كل محاولات الإخلال بأمن واستقرار محافظات الجنوب المحررة، والعبث بحياة أهلنا على امتداد جغرافية الجنوب من خلال الإمعان في عمليات الحرمان من الخدمات الأساسية والمرتبات والمعاشات.

كما حذر حكومة الشرعية اليمنية من مغبة التمادي في إرهاق أبناء الوطن الجنوبي بعبثها وإفسادها، مؤكداً أن التصعيد الشعبي ضد حكومة الإفساد والعبث سينطلق ليضع حد لكل صنوف الاستهتار والحرمان وقهر الرجال ولكل محاولات إعادة إنتاج الاحتلال الغاشم بصيغ مرفوضة جملة وتفصيلاً.

وأشار إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب يسجلون بتقدير بالغ الأدوار العظيمة التي تقوم بها قوات النخبة الشبوانية في تثبيت دعائم الأمن ومحاربة الإرهاب، كما أكد وقوف المجلس الانتقالي الجنوبي مع قوات النخبة الشبوانية لتعزيز انتشارها على امتداد محافظة شبوة وتطهيرها من بؤر الإرهاب، وجدد تأكيده أن تحرير بيحان المحتلة وغيرها من مناطق الجنوب المغتصبة سيظل أولوية الأولويات للمجلس الانتقالي الجنوبي.

كما أكد أنهم بالمجلس الانتقالي سيكونون عوناً لكل ما يؤدي إلى تمكين أبناء شبوة مدنياً وأمنياً وعسكرياً في محافظتهم واستفادتهم من كل ثروات المحافظة وإيرادتها، معلنين رفضهم القاطع لمحاولات إعادة تموضع أي وحدات عسكرية يمنية شمالية في شبوة أو في غيرها من محافظات الجنوب، وأكد وقوف المجلس إلى جانب مواجهة أي عدوان عسكري يمني جديد على محافظة شبوة وغيرها من محافظات الجنوب الأبي.

وثمن القائد اللواء عيدروس الزُبيدي، الأدوار العظيمة التي يقوم بها الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبالدور الفاعل والمتميز للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بإسنادهم للشعب وللمقاومة الوطنية في الجنوب، وتقديمهم كل أشكال الدعم لتأمين محافظات الجنوب المحررة وبناء مؤسساتها المدنية والأمنية والعسكرية، فضلاً عن تكليفهم بالمساعدات الإغاثية والإنسانية لشعب الجنوب المنكوب.

ولفت إلى أن عبث حكومة الشرعية قد بلغ حدوداً يصعب تحملها، وإزاء ذلك فإن شعب الجنوب على امتداد الجنوب لن يقف مكتوف الأيدي، وسيكون له القول الفصل في إيقاف ذلك العبث الممنهج وإحباط مؤامرات التركيع الهادفة إلى إعادة فرض الاحتلال ومنظومات الفساد والإفساد، كما أكد أنهم  لن يكونوا إلا مع شعبهم وتصعيدهم الوطني، رفضاً لتلك الحكومة ومشاريعها الإذلالية النهبوية المدمرة.

وفي ختام كلمته ابتهل إلى الله سبحانه وتعالى بالرحمة والغفران للشهداء الأبرار وشهداء الأشقاء في دول التحالف العربي، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والنصر المبين لشعب الجنوب.

ومن جانبه رحّب عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ صالح بن فريد العولقي، برئيس وأعضاء المجلس الانتقالي، ووجه لهم تحية النضال والفعل الثوري المتعاظم، وقال: في هذا اليوم المشهود الذي لا شك أنه سيخلده التاريخ ندشن مرحلة جديدة من نضال شعب الجنوب صوب استكمال التحرير ونفض غبار التبعية والتسلط والهيمنة، ألا وهي مرحلة تأسيس القيادات المحلية للمجلس الانتقالي على طريق استكمال البناء الهيكلي التنظيمي والقيادي.

وأضاف: أنه لشرف كبير أن تكون محافظتنا شبوة سبّاقة كما اعتادت أن تكون في طلائع المحافظات التي سيتوالى فيها استكمال تدشين تشكيل القيادات المحلية، وأن اختيار مدينة عزان لهذا الحدث لم يأتِ من فراغ، ولم يكن من باب المزاج أو الصدفة، وإنما يحمل معه دلالات عميقة، فهذه المنطقة وأبناء المديريات الجنوبية من محافظة شبوة كان لهم شرف الريادة والسبق بانطلاق الحراك الجنوبي في عام 2007م، وما سبق ذلك من تحضيرات وحشد وتعبئة وتحدياً لقوى الهيمنة في صنعاء، مما حدى بهذه القوى إلى معاقبة عزان ومحيطها وأبنائها البواسل من خلال زرع ومن ثم توطين قوى الإرهاب فيها وإقامة إمارة لهم لافتعال المواجهة معهم بين حين وآخر، لإلحاق الدمار والخراب بممتلكات أبنائها.

وأشار إلى ان ذلك الأمر استوجب بالضرورة تكريم هذه المدينة بشرف بدء حصاد ثمار ما زرعوه من نضال، كما أن هذه المدينة وهذه المديريات يحملون حالياً شرف تدشين مرحلة الأمن والامان لعموم شبوة بالتعاون الوثيق مع قوات النخبة الشبوانية بإسناد ودعم ورعاية من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في إطار جهود التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وبقية دول التحالف العربي.

وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الشيخ صالح بن فريد: ونحن ندشن هذه المرحلة الهامة وهذا الحدث الثوري والبارز لا نغفل أن أمامنا همّ ومهام وتحديات خطيرة تستوجب التعامل معها بمسؤولية وجدية عالية، وكذا السير بالجهود في نسقين متلازمين تنظيمي ونضالي، ولفت إلى أن أبرز هذه التحديات هو وجود جزء غالي من تراب محافظة شبوة يرزح تحت احتلال ميليشيات عسيلان وبيحان اللتان يسطر أبنائها يومياً ملاحم بطولية جنباً إلى جنب مع إخوانهم من باقي مديريات المحافظة.

وأضاف: كما يقدمون التضحيات الجسيمة وأهمها أرواحهم ودمائهم في ظل خذلان مكشوف ومفضوح من قِبل المنطقة العسكرية الثالثة وعدم الجدية في التحرير، لتبقى الحرب قائمة كورقة ضغط وسبيل لإطالة أمد الحرب من أجل تحقيق مردود ومكاسب سياسية ومادية رخيصة لأحزاب ورموز اعتادت المتاجرة بالتراب والسيادة وبات سلوكها مكشوفاً وبارزاً للعيان.

وأوضح أن المجلس الانتقالي وهو يوسع دائرة نشاطه النضالي من خلال تشكيل القيادات المحلية واستكمال البناء التنظيمي، فأنه سيبقى كما وجد دائماً مخلصاً وحاملاً لتطلعات أبناء الجنوب وقضيتهم العادلة في تقرير مصيرهم وبناء مستقبلهم، وكل ذلك في سياق الالتزام المبدئي بالشراكة والأهداف المشتركة مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وباقي الأشقاء على قاعدة المصلحة العليا لشعب الجنوب.

وتقدم بخالص التهاني إلى شعب الجنوب الكريم بمناسبة احتفالاته بذكرى ثورته المجيدة واستقلاله الظافر ذكرى 14 أكتوبر و 30 نوفمبر، وهما المناسبتان العظيمتان اللتان تأتيان وشعب الجنوب يعيش تحولات نضالية، وقال: نقف إجلالاً وعرفاناً لدماء شهدائنا الذين سقطوا خلال مراحل الثورة والانعتاق من التبعية.

وبدوره أعرب وكيل محافظة شبوة الشيخ علي محسن السليماني، عن سعادتهم في هذا اليوم باستقبال أبطال الجنوب وقادة المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة عزان.

وتطرق إلى المنعطفات الخطيرة التي شهدتها شبوة، ومعاناة سكان مدينة عزان  ومحافظة شبوة، وأكد إقامة الاحتفال في عزان يدل على أن شبوة جسداً واحداً، وتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.

ومن جهته أكد قائد قوات النخبة الشبوانية المقدم محمد سالم البوحر، أن مدينة عزان باتت آمنة ومستقرة بعدما كانت تعاني من انتشار الجماعات الإرهابية والتخريبية الخارجة عن النظام والقانون وأعمال السلب والنهب والقتل.