الجنوب لن يعود إلى باب اليمن ولن ينجر خلف تصريحات العمش السياسي للحكومة اليمنية

خاص

هناك طريقان يبدو أن الأخ أحمد بن دغر رئيس حكومة الشرعية اليمنية يراهما طريقاً واحداً، ليس عن عمشٍ سياسي، لكن لأن له زاوية لا يرى العالم إلا من خلالها، هي أن كل الطرق تؤدي إلى صنعاء.

ولذلك فهو لا يرى تحرير صنعاء ومناطق اليمن الأخرى مقدماً على إعادة عدن ومناطق الجنوب الأخرى إلى باب اليمن من جديد، لأنه لا يعتبر ما حدث من تحرير جنوبي منذ 2015 تحريراً، وإنما عمليات مواجهة مع الحوثي فقط، متجاهلاً أن القوات التي كان يقاتل بها الحوثي هي ألوية الجيش اليمني الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حليف الحوثي.

ولذلك أيضاً فهو يوالي التصريح بعد التصريح حول واحدية الثورة والوحدة ومصفوفة الخطاب الرسمي الذي درجَ على ترديده بمناسبة وبدون مناسبة، وكان آخر تصريحاته المستفزة للجنوب الحر عن إعادة القوات (الشمالية) للتموضع في عدن وحضرموت ومناطق الجنوب الأخرى بعد أن تم دحر بعضها وهي تقاتل إلى جانب الحوثي، وبعد أن فر بعضها الآخر من ساحة المواجهة لأن المعركة الجنوبية لم تكن معركته.

إن تصريحات الأخ بن دغر بقدرما تستفز الجنوب الذي كان ثمن تحريره دماء زكية وأحزاناً في كل بيت ودمار مازالت شواهده قائمة فإنه دعوة إلى تفجير الاحتقان جنوباً، مع أن المعركة الحقيقية لحكومة الشرعية في صنعاء ومناطق الشمال وليست في عدن.

إن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لا ينطلق من ردود الفعل والانقياد للمماحكات، حرصاً منه على التمكين الجنوبي، لا يمكن أن ينجر إلى ساحة ليست هي ساحة المعركة الحقيقية، لكنه في الوقت نفسه لا يمكن أيضاً أن يسمح بعودة قوى عسكرية (معادية) للتخندق تحت عنوان الشرعية في أي منطقة جنوبية، لأن  ذلك لا يعني سوى تسليم الجنوب وإخضاعه للقوى التي تخلّص من هيمنتها العسكرية وسطّر ملحمة تحرير حقيقية مشهودة

وعليه فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يعبر بشدة عن:

1- رفض أي عودة لوحدات شمالية عسكرية إلى عدن والجنوب عامة وأي خطوات في هذا الاتجاه ستواجهها الإرادة الحرة لشعب الجنوب وتسقطها مثلما أسقطت مليشيات الحوثي وقوات صالح الغازية.

2- قوات النخبة والحزام لا تهدد الأمن بل تثبته ولقد حققت نجاحاً لم تحققه محاور عسكرية وأجهزة أمنية وقوات خاصة تابعة للشرعية اليمنية عجزت عن أن تضبط مطلوباً أو تثبت الأمن في شارع. ما يعني أن استهداف هذه القوات الامنية هو استهداف لجهود مكافحة الإرهاب او هو شكل من أشكال المساندة للقوى التي تدافع عن الإرهاب.

3- أن تكف حكومة الشرعية عن استفزاز الجنوبيين بهذه التصريحات التي تقفز على الواقع ومتغيراته على الأرض ذلك أن منح حكومة الشرعية فرصة لمراجعة أدائها لا يعني قبولنا بهذه الاستفزازات فشعب الجنوب ومجلسه الانتقالي على درجة عالية من الحرص على أمن الجنوب وتجنيبه أي صراع، فمن يريد أن يفرض أمراً ما فالأولى به أن يفرضه على الانقلابيين في صنعاء وليس في الجنوب القادر على حماية مكتسبات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية..

4- الإشادة بالأدوار المميزة لقوات النخبة والحزام في تثبيت الأمن ومكافحة الإرهاب، فهي الأمينة على كرامة الجنوب وشعبه، كما أنها الأمينة أيضاً على تضحيات شهداء الحراك والمقاومة الجنوبية الذين ارتقوا على درب العزة والحرية والكرامة، وليس من أجل الاتجاه عكسياً على طريق آخر يعيد الجنوب بعد تحريره إلى قوى الهيمنة اليمنية بمسميات جديدة ووجوه جديدة تجيد لعبة تبادل الأدوار بالتواطؤ حيناً وبالخديعة حيناً آخر.