الاعتراف بالفشل فضيلة

كنا نتمنى أن يُجيب نائبُ رئيس مجلس الوزراء اليمني، وزير الخارجية، الدكتور «عبدالملك المخلافي» عن السبب في تردي الخدمات ومعاناة الناس في العاصمة عدن ومدن الجنوب الأخرى، في مقابلته على قناة «عدن سكاي». ولكن الرجل هرب من الإجابة كغيره من مسؤولي الحكومة الذين يلجؤون دائماً لتبرير الفشل الذريع لحكومتهم التي فشلت عملياً في إدارة المحافظات المحررة.

قال المخلافي : أن «هناك من يرى أن استقرار الاوضاع في عدن سيضعف حلمهُ في الانفصالِ، لذلك يفتعلُ الفوضى». أي أنه يحمل التقصيرَ الجنوبيينَ الذين يطالبونَ باستقلالِ الجنوب. لكنه لم يقلْ ما السبب في تردي الخدمات، وهي إجابة مُواربة، أراد من خلالها المخلافي الهروب من عدة حقائق معروفة لدى الجميع، أهمها فشل الشرعية في حل قضية الخدمات، والاخرى حقيقة أن الجنوبيين لا ذنب لهم في الفوضى العارمة وتردي الخدمات.

 وإن كان الإرهاب صورة حديثة من صور الفوضى، فالجنوبيون  وحدهم من كافح الإرهاب وجفف معظم منابعه ، في الوقت الذي كانت فيه وزارة الخزانة الأمريكية تضع مسؤولين من الشرعية على قوائمها

إن التحجُّجَ بإثارةِ الفوضى كسبب لتردي الخدمات وانتشار الفقر والمجاعة والأوبئة، يُعد هروبا ناقصا داخل دائرة الفشل وعذر أقبح من ذنب، فالجنوبيون يطالبون باستقلال الجنوب بالوسائل السلمية منذ العام ٢٠٠٧م عندما كان هؤلاء مجرد موظفين مع شرعية سابقة، ولو كان الجنوبيون يريدون الفوضى لما تحملوا القتل والتنكيل والتجويع والملاحقة دون أن يلجؤوا إلى أي ردود فعل انتقامية تجاه أجهزة علي عبدالله صالح وورثته وشركائه في الحرب على الجنوب صيف ١٩٩٤م.

لقد أظهرت السلطة «الشرعية» فشلاً ذريعاً في استثمار الانتصار الذي حققته المقاومة الجنوبية وأهدتهُ «مجانا» لتلك السلطة الفاشلة. في الوقت الذي كان بإمكان السلطة أن ترد الجميل لشعب الجنوب من خلال البدء بإعادة الإعمار ومعالجة ملف الخدمات وتحسين معيشة الناس، بيد أن السلطة، التي يتحدث باسمها المخلافي، لجأت إلى معاقبة شعب الجنوب جزاءَ هزيمتهِ للمشروع الانقلابي من خلال تدمير ما تبقى من البنية التحتية وتعميم الفساد وإشاعة الفوضى وتشجيع سلوك العصابات وإهمال دَورِ القضاء ومحاربة العناصر الشريفة من العاملين في أجهزة السلطة.

على السلطة «الشرعية» أن تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية إزاء تردي الخدمات في محافظات الجنوب وما تتعرض له من إهمال وأوبئة وإفقار وإفساد وعبث على أيدي رجال الشرعية وأقربائهم، بدلا عن التحجج بـ «الانفصاليين».

ومن هنا نجدد الدعوة الى دول التحالف العربي بضرورة التدخل العاجل، كما ونؤكد على تجديد رسالتنا الموجهة لهم عقب مليونية 7 يوليو 2017م، ونؤكد على شراكتنا والتزامنا الحفاظ على منجزاتنا العسكرية على قوى الانقلاب وقوى الإرهاب.

إن مطالبتنا بمعالجةِ ملف الخدمات والقضايا المعيشية، لا يعني نسيانَ القضية الجنوبية الأم، وهي قضية استقلال جنوبنا الحبيب وانتزاعه من أيدي تحالف ١٩٩٤م، وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المعبرة عن تطلعات شعب الجنوب  الى الحرية والديموقراطية والدولة المدنية القائمة على النظامِ والقانون والمؤسسات وعلى التداولِ السلمي للسلطة والمواطنةِ المتساوية.

سالم ثابت العولقي

المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي

عضو هيئة الرئاسة